كأنها "نيران صديقة".. تصيب المصري أينما حل في بلاد الله: المكائد والدسائس ولأن "ظلم ذوي القربى أشد مضاضةً على المرء من وقع ال...
كأنها "نيران صديقة".. تصيب المصري أينما حل في بلاد الله: المكائد والدسائس
ولأن "ظلم ذوي القربى أشد مضاضةً على المرء من وقع الحسام المهند" فإن أشد الأمور إيلاماً أن يكون الذي أطلق تلك النيران مصري أيضاً.. وهكذا تسمع من يحدثك بمرارةٍ عن تلك الظاهرة المرضية: الخوازيق
الكل يشكو من الخوازيق..فمن إذن يصنعها؟
إنها حكاية كل يوم في المنزل والمكتب والشارع: شخص يدبر خازوقاً لآخر..ثم يتباهى في آخر النهار وسط رجاله أو شلته أو حتى زوجته بأنه أوقع فلاناً "في شر أعماله"..ولكن ما هي حكاية المصريين مع الخوازيق؟ ولماذا انتشرت المكائد والدسائس والحيل بين المصريين حتى أصبحت أمراً مألوفاً وحقيقة واقعة؟ وما هو التفسير التاريخي والتأصيل الاجتماعي لمصطلحات شعبية من عينة "الزُنبة" و"المهموز" و"الفخ" و"الإسفين" و"الصاروخ" في واقع المصريين داخل حدود وطنهم وفي بلاد الغربة؟
إنه شيء مذهل حقاً أن نجد المصريين يستمتعون بهذه الفكرة ويطلقون عليها أسماء عدة متنوعة وكأنها باقة من الزهور لتختار منها ما تشاء وتطلقه على ما تفعله بغيرك..ثم تحكيه في فخرٍ لتأكيد دهائك وتعزيز مكانتك والتشفي في الطرف الآخر الذي أوقعه حظه العاثر في طريقك
دعونا نبدأ من هذه الحكاية: المصري الذي يعمل في بلاد الغربة لزيادة دخله وموارده وتحسين ظروفه الاجتماعية..يحدثك أول ما يحدثك عن أسافين وخوازيق تعرض لها ومقالب أصابته من مصريين مثله..دمهم من دمه..لكنهم وقفوا في طريقه وحاولوا التخلص منه والتقليل من شأنه..بل وحتى دفعه إلى النفاد بجلده حتى يخلو لهم الجو
ولأن "ظلم ذوي القربى أشد مضاضةً على المرء من وقع الحسام المهند" فإن أشد الأمور إيلاماً أن يكون الذي أطلق تلك النيران مصري أيضاً.. وهكذا تسمع من يحدثك بمرارةٍ عن تلك الظاهرة المرضية: الخوازيق
الكل يشكو من الخوازيق..فمن إذن يصنعها؟
إنها حكاية كل يوم في المنزل والمكتب والشارع: شخص يدبر خازوقاً لآخر..ثم يتباهى في آخر النهار وسط رجاله أو شلته أو حتى زوجته بأنه أوقع فلاناً "في شر أعماله"..ولكن ما هي حكاية المصريين مع الخوازيق؟ ولماذا انتشرت المكائد والدسائس والحيل بين المصريين حتى أصبحت أمراً مألوفاً وحقيقة واقعة؟ وما هو التفسير التاريخي والتأصيل الاجتماعي لمصطلحات شعبية من عينة "الزُنبة" و"المهموز" و"الفخ" و"الإسفين" و"الصاروخ" في واقع المصريين داخل حدود وطنهم وفي بلاد الغربة؟
إنه شيء مذهل حقاً أن نجد المصريين يستمتعون بهذه الفكرة ويطلقون عليها أسماء عدة متنوعة وكأنها باقة من الزهور لتختار منها ما تشاء وتطلقه على ما تفعله بغيرك..ثم تحكيه في فخرٍ لتأكيد دهائك وتعزيز مكانتك والتشفي في الطرف الآخر الذي أوقعه حظه العاثر في طريقك
دعونا نبدأ من هذه الحكاية: المصري الذي يعمل في بلاد الغربة لزيادة دخله وموارده وتحسين ظروفه الاجتماعية..يحدثك أول ما يحدثك عن أسافين وخوازيق تعرض لها ومقالب أصابته من مصريين مثله..دمهم من دمه..لكنهم وقفوا في طريقه وحاولوا التخلص منه والتقليل من شأنه..بل وحتى دفعه إلى النفاد بجلده حتى يخلو لهم الجو
وكأننا في حرب أهلية.. تدور رحاها على أرض الغير
والذي عمل في الخارج – من دول الخليج العربي إلى أوروبا والولايات المتحدة- يستطيع أن يقص على أسماعك حكايات وقصصاً لا يصدقها عقل عن عشق المصريين لتدبير المقالب و"إهداء" الخوازيق لبعضهم البعض..وكأنها هوايةٌ لا فكاك منها..أو رغبة في إزاحة هذا وذاك عن طريقه..أو محاولة للتقرب إلى صاحب العمل (غير المصري) وتأكيد الولاء له ولو كان ذلك فوق جثة مواطن مصري يدفع ثمن هذا الخازوق
في دولةٍ خليجيةٍ ما..كان هناك ساعٍ مصري في إحدى المؤسسات الصحفية يدعى "سعيد"..لا ترتسم على وجهه علامات السعادة إلا إذا صنع خازوقاً من العيار الثقيل لزميل مصري..إما عن طريق الدسيسة أو نقل كلامه محرَفاً إلى رؤسائه في الصحيفة..أو الإيحاء بأنه يفعل كذا وكذا..وكانت رغبته هذه في النيل من أهل بلده غير خافيةٍ على أحد. وكان يتبجح بالقول" أصل أنا بحب أقول كل حاجة ل"عمي"..وعمه هذا ليس سوى صاحب العمل أو رئيس التحرير الخليجي
وفي بلدٍ عربي آخر..ارتدت الوافدة المصرية الجديدة "إيناس" قناع الضحية لتدبر مكيدةً مع آخرين أزاحت بها أحد أبناء بلدها عن المؤسسة التجارية التي يعملان بها.. بعد أن شعرت إثر مواجهة بينهما بأنه عقبة في طريق صعودها إلى مواقع وظيفية أعلى
ترى..كم "سعيد" يملك المصريون في الداخل والخارج؟ ولماذا تخصصت النسخ البشرية من "إيناس" في النيل من المصريين دون غيرهم؟ وما هو شعور وتبرير هذا الطابور الطويل من صانعي الخوازيق و"الزُنب" و"المهاميز" لأنفسهم الذي يجعل ضميرهم في مناعةٍ تامة من أي تأنيب ضمير على ما يرتكبونه في حق غيرهم وفي حق أنفسهم؟
إن الإجابة على هذه التساؤلات تدفعنا تدفعنا إلى الحديث عن صناعةٍ خطيرة هي صناعة الخازوق في مصر
في سياق تفسيره وتأصيله لظاهرة الخوازيق في مصر.. يقول "ع. ع" مؤلف كتاب "تراث العبيد في حكم مصر المعاصرة" إن الخوازيق ظهرت نتيجة حكم الرقيق الذي تبلورت فيه نظمهم السلوكية الحاكمة بشكل نهائي في دولة المماليك في ظل الدولة العثمانية. نحن إذن في مصر وبعض بقاع العالم العربي والإسلامي متفردون في هذا النظام الغريب (الرقيق حاكم الأحرار) أو (الرقيق مسترق الأحرار)..وهل يقبل رقيق أن يكون محكومه حراً؟
في هذه الحالة كان من الطبيعي أن يتفنن العبد عندما يصبح حاكماً في الإيقاع بين مجموعات العبيد (المماليك) التابعين له..خاصةً إذا كانوا من المجلوبين أو المجاليب (أي العبيد الكبار الذين يتم شراؤهم)..ولم يكونوا من الترابيين (أي العبيد الذين تم شراؤهم صغاراً وتربوا على يدي أستاذهم). ونتج عن ذلك تبلور مفاهيم "المهموز" و"الدبوس" و"الزُنب" (جمع زُنبة) وهي مفاهيم مملوكية أصيلة مازالت مستخدمةً بألفاظها غالباً وإن كان المصريون قد عبروا –بعد ذلك- عن المعنى نفسه بألفاظ أخرى مثل"التدبيس" بمعنى تلفيق التهمة..أي إسناد تهمةٍ لشخصٍ بريء. والكلمة تستخدم غالباً في مجال إظهار البراعة.. براعة الكاذب في إسناد التهمة لبريء
و هناك أيضاً "التلبيس" ومعناها لا يختلف كثيراً عن "التدبيس"..وهما إضافة إلى "الدبوس" و"المهموز" نماذج للتراث المملوكي الأصل. وربما يمكن القول إن مثل هذه الأمور هي النسق العام والمسلك الطبيعي بحيث لا تؤدي إلى أي إحساس بالندم بمعنى فصل الأخلاق عن السياسة الداخلية وتحت ستار "الشغل شغل"..إلخ..فإن هذا يؤدي إلى عواقب وخيمة لا تصلح معها قوانين إصلاحية أو تشريعات..فيصبح الحاصلون على المكافآت ليسوا بالضرورة من يستحقونها..ومن يحصلون على علاوت تشجيعية ليسوا بالفعل من يستحقون التشجيع..وقد رصد الفكر الشعبي كثيراً من هذه الأمور في حكمه وأمثاله
وتكون المصيبة أكبر والخوازيق أكثر صراحةً والزُنب على المكشوف حين يكون المصريون في بلاد الغربة. بعبارةٍ أخرى.. فإن المصريين بأسهم بينهم شديد..فتكاد لا تجد بينهم روح الجماعة أو القبيلة أو العشيرة..وتختفي حالة التكاتف والتضامن إلا فيما ندر في حين أن التحالف أمر شائع ومألوف بين الآخرين مثل السودانيين والفلسطينيين والسوريين واللبنانيين والتوانسة والجزائريين والموريتانيين الذين يحولون في بعض الحالات تجمعاتهم إلى "لوبي" في مكان العمل أو حتى البلد الذي يقطنونه. أما المصريون فقد يبلغ بعضهم عن الآخر كذباً وباطلاً أو بأسلوب "حق يُراد به باطل"..يتحالفون تحالفات مؤقتة لإسقاط الناجح منهم..يكونون تجمعات صغيرة ضد تجمعات صغيرة أخرى.. ويتناحرون على أي شيء
وليس بمستغرب والحال كما نقول أن تعجز –إلا فيما ندر- عن رصد جالية مصرية في الخارج تحافظ على مصالحها وتحمي أفرادها وتتدخل بقوة لرعايتهم من مختلف الأوجه. وتظهر التشرذمات (المملوكية) بين المصريين في الخارج (بلاد الغربة) بشكل أوضح بكثير مما تظهر داخل مصر نفسها
دعونا نتصور موظفاً أو مدرساً قابل رئيسه أو ناظر مدرسته في بلاد الغربة وجمع بينهما العمل في مكان واحد..كيف ستكون العلاقة بينهما؟
إن الوقائع والشواهد ترجح أن يحاول المرؤوس النيل من رئيسه السابق والإيقاع به والتحريض عليه وتعريضه لشتى أنواع الإهانات وما يسميه المصريون "قلة القيمة". إن المرؤوس في هذه الحالة يتصرف تصرف المملوك الذي أفلت من قبضة (أستاذه) أو المملوك الذي يسعى بدوره لتكوين (مجموعة) خاصة به ضد مجموعة رئيسه السابق (المملوك الآخر) ليبدأ المملوكان في الصراع للوصول إلى السلطة...وهي قد تكون هنا الوصول إلى قلب صاحب العمل (وهو في الغالب الأعم غير مصري)
وفي بلدٍ عربي آخر..ارتدت الوافدة المصرية الجديدة "إيناس" قناع الضحية لتدبر مكيدةً مع آخرين أزاحت بها أحد أبناء بلدها عن المؤسسة التجارية التي يعملان بها.. بعد أن شعرت إثر مواجهة بينهما بأنه عقبة في طريق صعودها إلى مواقع وظيفية أعلى
ترى..كم "سعيد" يملك المصريون في الداخل والخارج؟ ولماذا تخصصت النسخ البشرية من "إيناس" في النيل من المصريين دون غيرهم؟ وما هو شعور وتبرير هذا الطابور الطويل من صانعي الخوازيق و"الزُنب" و"المهاميز" لأنفسهم الذي يجعل ضميرهم في مناعةٍ تامة من أي تأنيب ضمير على ما يرتكبونه في حق غيرهم وفي حق أنفسهم؟
إن الإجابة على هذه التساؤلات تدفعنا تدفعنا إلى الحديث عن صناعةٍ خطيرة هي صناعة الخازوق في مصر
في سياق تفسيره وتأصيله لظاهرة الخوازيق في مصر.. يقول "ع. ع" مؤلف كتاب "تراث العبيد في حكم مصر المعاصرة" إن الخوازيق ظهرت نتيجة حكم الرقيق الذي تبلورت فيه نظمهم السلوكية الحاكمة بشكل نهائي في دولة المماليك في ظل الدولة العثمانية. نحن إذن في مصر وبعض بقاع العالم العربي والإسلامي متفردون في هذا النظام الغريب (الرقيق حاكم الأحرار) أو (الرقيق مسترق الأحرار)..وهل يقبل رقيق أن يكون محكومه حراً؟
في هذه الحالة كان من الطبيعي أن يتفنن العبد عندما يصبح حاكماً في الإيقاع بين مجموعات العبيد (المماليك) التابعين له..خاصةً إذا كانوا من المجلوبين أو المجاليب (أي العبيد الكبار الذين يتم شراؤهم)..ولم يكونوا من الترابيين (أي العبيد الذين تم شراؤهم صغاراً وتربوا على يدي أستاذهم). ونتج عن ذلك تبلور مفاهيم "المهموز" و"الدبوس" و"الزُنب" (جمع زُنبة) وهي مفاهيم مملوكية أصيلة مازالت مستخدمةً بألفاظها غالباً وإن كان المصريون قد عبروا –بعد ذلك- عن المعنى نفسه بألفاظ أخرى مثل"التدبيس" بمعنى تلفيق التهمة..أي إسناد تهمةٍ لشخصٍ بريء. والكلمة تستخدم غالباً في مجال إظهار البراعة.. براعة الكاذب في إسناد التهمة لبريء
و هناك أيضاً "التلبيس" ومعناها لا يختلف كثيراً عن "التدبيس"..وهما إضافة إلى "الدبوس" و"المهموز" نماذج للتراث المملوكي الأصل. وربما يمكن القول إن مثل هذه الأمور هي النسق العام والمسلك الطبيعي بحيث لا تؤدي إلى أي إحساس بالندم بمعنى فصل الأخلاق عن السياسة الداخلية وتحت ستار "الشغل شغل"..إلخ..فإن هذا يؤدي إلى عواقب وخيمة لا تصلح معها قوانين إصلاحية أو تشريعات..فيصبح الحاصلون على المكافآت ليسوا بالضرورة من يستحقونها..ومن يحصلون على علاوت تشجيعية ليسوا بالفعل من يستحقون التشجيع..وقد رصد الفكر الشعبي كثيراً من هذه الأمور في حكمه وأمثاله
وتكون المصيبة أكبر والخوازيق أكثر صراحةً والزُنب على المكشوف حين يكون المصريون في بلاد الغربة. بعبارةٍ أخرى.. فإن المصريين بأسهم بينهم شديد..فتكاد لا تجد بينهم روح الجماعة أو القبيلة أو العشيرة..وتختفي حالة التكاتف والتضامن إلا فيما ندر في حين أن التحالف أمر شائع ومألوف بين الآخرين مثل السودانيين والفلسطينيين والسوريين واللبنانيين والتوانسة والجزائريين والموريتانيين الذين يحولون في بعض الحالات تجمعاتهم إلى "لوبي" في مكان العمل أو حتى البلد الذي يقطنونه. أما المصريون فقد يبلغ بعضهم عن الآخر كذباً وباطلاً أو بأسلوب "حق يُراد به باطل"..يتحالفون تحالفات مؤقتة لإسقاط الناجح منهم..يكونون تجمعات صغيرة ضد تجمعات صغيرة أخرى.. ويتناحرون على أي شيء
وليس بمستغرب والحال كما نقول أن تعجز –إلا فيما ندر- عن رصد جالية مصرية في الخارج تحافظ على مصالحها وتحمي أفرادها وتتدخل بقوة لرعايتهم من مختلف الأوجه. وتظهر التشرذمات (المملوكية) بين المصريين في الخارج (بلاد الغربة) بشكل أوضح بكثير مما تظهر داخل مصر نفسها
دعونا نتصور موظفاً أو مدرساً قابل رئيسه أو ناظر مدرسته في بلاد الغربة وجمع بينهما العمل في مكان واحد..كيف ستكون العلاقة بينهما؟
إن الوقائع والشواهد ترجح أن يحاول المرؤوس النيل من رئيسه السابق والإيقاع به والتحريض عليه وتعريضه لشتى أنواع الإهانات وما يسميه المصريون "قلة القيمة". إن المرؤوس في هذه الحالة يتصرف تصرف المملوك الذي أفلت من قبضة (أستاذه) أو المملوك الذي يسعى بدوره لتكوين (مجموعة) خاصة به ضد مجموعة رئيسه السابق (المملوك الآخر) ليبدأ المملوكان في الصراع للوصول إلى السلطة...وهي قد تكون هنا الوصول إلى قلب صاحب العمل (وهو في الغالب الأعم غير مصري)
وعادةً ما ينجح المرءوس أو الموظف الأقل درجةً في مصر في تحطيم رئيسه السابق أو الشخص الأعلى درجةً في مصر لأنه قد يلجأ إلى أكثر الأساليب وضاعةً وخسةً كي يحقق مأربه..إلا إذا كان المسؤول الأعلى درجةً ماهراً في إعطاء "زُنبة" مملوكية أصيلة للموظف الأقل درجةً مما يجعل صاحب العمل العربي أو الأجنبي يسخط عليه
الطريف أن نظرية "الأعداء غير الكاملين" قد تظهر بين هذين الخصمين...إذ يصبحان –الكبير والصغير- صديقين في الظاهر ويمارسان لعبة النفاق بمهارة، في حين أن الألاعيب والدسائس مستمرةُ في الخفاء..وكلٌ منهما يعلم تمام العلم أن المصائب أو المشكلات التي يقع فيها مصدرها الطرف الآخر
وليس الفقر الذي يعانيه قطاع واسع من المصريين في بلادهم هو السبب –كما يروج البعض- في انتشار ظاهرة الخوازيق فيما بينهم..لأن هناك جاليات وتجمعات عربية أخرى وفدت من دول تمر بأزمات اقتصادية طاحنة لكنها تبقى عادةً أقوى بكثير وتبدو أحسن تنظيماً وأفضل تعاوناً من الجاليات والتجمعات المصرية –إن وجدت- التي تتعرض باستمرار لقضايا الصراع والتنافس والمكائد من كل صنفٍ ولون
الطريف أن نظرية "الأعداء غير الكاملين" قد تظهر بين هذين الخصمين...إذ يصبحان –الكبير والصغير- صديقين في الظاهر ويمارسان لعبة النفاق بمهارة، في حين أن الألاعيب والدسائس مستمرةُ في الخفاء..وكلٌ منهما يعلم تمام العلم أن المصائب أو المشكلات التي يقع فيها مصدرها الطرف الآخر
وليس الفقر الذي يعانيه قطاع واسع من المصريين في بلادهم هو السبب –كما يروج البعض- في انتشار ظاهرة الخوازيق فيما بينهم..لأن هناك جاليات وتجمعات عربية أخرى وفدت من دول تمر بأزمات اقتصادية طاحنة لكنها تبقى عادةً أقوى بكثير وتبدو أحسن تنظيماً وأفضل تعاوناً من الجاليات والتجمعات المصرية –إن وجدت- التي تتعرض باستمرار لقضايا الصراع والتنافس والمكائد من كل صنفٍ ولون
إن فريقاً من المصريين في الخارج لا يقف مع أبناء وطنه بالدعم والمؤازرة..وإنما يقف في طريق أيٍ منهم محاولاً إبعاده وربما طرده من هذا البلد إن أمكن.. صحيح أنه توجد نماذج مشرفة وأصيلة تصون الود وتحفظ العهد وتبادر إلى مد يد العون وقت الحاجة.. لكننا نتحدث في هذا المقام عن صنف من الناس لا يعرف سوى مصلحته الخاصة والسعي إلى تحقيقها حتى إذا كان ذلك يعني تصفية الآخرين معنوياً وإبعادهم عن طريقه.. وإذا كان هناك نموذج أحمد السقا في فيلم "همام في أمستردام" (إخراج: سعيد حامد، عام ألف وتسعمئة وتسعة وتسعين) فإن هناك أيضاً نموذج ذلك الشاب المصري "سيد الإسكندراني" الذي كان يطعم رفاقه في الشقة طعام الكلاب والقطط..ويدبر مكيدةً لمصري آخر حتى يحل محله في المطعم
لا يمكن أيضاً تفسير صراع المصريين في بلاد الغربة بما يسمى "غيرة المهنة" أو المثل الشعبي "عدوك ابن كارك" (أي مهنتك)..وصياغة المثل فيها كثير من المبالغة.. فالعلاقات بين أبناء المهنة الواحدة قد تحكمها المنافسة أكثر مما تحكمها العداوة. غير أن الفاصل بين الغيرة والحسد والحقد يختفي تماماً عند مجتمع اهتزت قيمه الأخلاقية وشوهتها متغيرات عدة لتصبح الغلبة لمن يجيد صنع الدسائس وتدبير المكائد
ولا أحد يدري كيف يستسهل كثيرون ممن نتعامل معهم أو ممن نقرأ عنهم في تراثنا الشعبي وإبداعنا القصصي والروائي ونشاهدهم في تاريخنا السينمائي.. أن يحرق حقل جاره الأجود زرعاً إن استطاع وأمن العاقبة..بدلاً من أن يجوِّد كفلاحٍ زراعته.. وكيف يختار موظف سرقة ملفٍ أو أموال من عهدة زميله المتفوق..وكيف يتحالف موظفون ضعفاء ضد زميلهم الناجح لإلغاء عقده أو طرده من بلاد الغربة. وهكذا يمضي أهل الخوازيق في هدم كل نجاح حقيقي لأحد زملائهم..فهذا أيسر لهم من تحقيق نجاحات خاصة بهم
إن هذا المنطق المغلوط – الكيد والدسيسة والإيقاع بالآخرين- هو الذي يحكم عشاق الخوازيق..لأنه موروث في أعماق عدد لا يستهان به من المصريين مثل غيره من المعتقدات الشعبية ذات الطابع السلبي..التي تحتاج لتغيير جذري لن يكون سهلاً بأي حال. إن الفردية في تراثنا الشعبي تعني أن كل فرد هو محور الكون.. وأن تحالفاته مؤقتة لأنه لا شيء مضموناً.. وأنه "لا أحد أفضل مني" حتى وإن كان أكثر كفاءة.. ليولد في وسط هذه الغابة من الأفكار المغلوطة مفهوم "اشمعنى أنا"
وفي ظل غياب نظام اجتماعي وأخلاقي يحمي أهل الكفاءة ويطبق معيار المهارة والتفوق لتحديد مستوى ومكانة كل فرد.. فإن اختلاط الأمور وضبابية الموقف يجعل الكثيرين يطمعون في كل ما هو ليس من حقهم..ويرى الفرد من هؤلاء أنه لا بأس من إسقاط "فلان" كي يحل محله وينال ما ناله من مالٍ وجاه وحظوة
الخطير أن من يدبر المكائد لأبناء وطنه في بلاد الغربة ويخطط لتنفيذها قد لا يرى في ذلك سلوكاً معيباً وإنما يعتبر نفسه من الفهلوة والشطارة بمكان لحد أنه نجح في تنفيذ "مهموزه" بدهاء حتى اكتملت الدائرة وحقق مراده ضد الطرف الآخر: ابن بلده
ولأن المجتمع يتساهل مع هذه الخوازيق فإنه يبدي إعجابه بتراث من عينة "ملاعيب علي الزيبق" ..وكان رئيس عصابة في بغداد, في القرن الخامس الهجري. والحكاية الشعبية جعلت القاهرة مولده وبغداد مكان نشاطه. وهو نموذج المحتال الذي يمارس "ملاعيبه" ليس من باب إشباع الهواية فحسب، بل أصبحت بالنسبة له أسلوب حياة، ومنطقاً يدير به شؤون الحياة، وهو دائماً قادر على إبهار الجميع بمن فيهم ضحاياه أنفسهم، الذين غالباً ما يغفرون له احتياله عليهم إعجاباً بقدراته في ابتكار الجديد والمثير من الحيل و"الملاعيب". كما تجد المجتمع في حالة إعجاب بدهاء وخدع "علي جناح التبريزي" ويعلي من شأن هؤلاء المخادعين والماكرين الذين وظفوا دهاءهم وخبثهم للإيقاع بالآخرين ببراعة..ولا عزاء للضحايا والمتضررين منها
ويتناسى الضالعون في هذه المكائد والمستمتعون بصناعة تلك الدسائس أنها جريمة متكاملة الأركان: بحق أبناء وطنهم في الغربة – أو الداخل-.. وبحق أنفسهم التي هانت عليهم وقادتهم عبر طريق الخبث والنفس الأمارة بالسوء إلى قاع الحقد والحسد والغيرة.. وإلى وطنهم الذي يدفع في النهاية ثمن كل ما نفعله.. هنا وهناك
ولا أحد يدري كيف يستسهل كثيرون ممن نتعامل معهم أو ممن نقرأ عنهم في تراثنا الشعبي وإبداعنا القصصي والروائي ونشاهدهم في تاريخنا السينمائي.. أن يحرق حقل جاره الأجود زرعاً إن استطاع وأمن العاقبة..بدلاً من أن يجوِّد كفلاحٍ زراعته.. وكيف يختار موظف سرقة ملفٍ أو أموال من عهدة زميله المتفوق..وكيف يتحالف موظفون ضعفاء ضد زميلهم الناجح لإلغاء عقده أو طرده من بلاد الغربة. وهكذا يمضي أهل الخوازيق في هدم كل نجاح حقيقي لأحد زملائهم..فهذا أيسر لهم من تحقيق نجاحات خاصة بهم
إن هذا المنطق المغلوط – الكيد والدسيسة والإيقاع بالآخرين- هو الذي يحكم عشاق الخوازيق..لأنه موروث في أعماق عدد لا يستهان به من المصريين مثل غيره من المعتقدات الشعبية ذات الطابع السلبي..التي تحتاج لتغيير جذري لن يكون سهلاً بأي حال. إن الفردية في تراثنا الشعبي تعني أن كل فرد هو محور الكون.. وأن تحالفاته مؤقتة لأنه لا شيء مضموناً.. وأنه "لا أحد أفضل مني" حتى وإن كان أكثر كفاءة.. ليولد في وسط هذه الغابة من الأفكار المغلوطة مفهوم "اشمعنى أنا"
وفي ظل غياب نظام اجتماعي وأخلاقي يحمي أهل الكفاءة ويطبق معيار المهارة والتفوق لتحديد مستوى ومكانة كل فرد.. فإن اختلاط الأمور وضبابية الموقف يجعل الكثيرين يطمعون في كل ما هو ليس من حقهم..ويرى الفرد من هؤلاء أنه لا بأس من إسقاط "فلان" كي يحل محله وينال ما ناله من مالٍ وجاه وحظوة
الخطير أن من يدبر المكائد لأبناء وطنه في بلاد الغربة ويخطط لتنفيذها قد لا يرى في ذلك سلوكاً معيباً وإنما يعتبر نفسه من الفهلوة والشطارة بمكان لحد أنه نجح في تنفيذ "مهموزه" بدهاء حتى اكتملت الدائرة وحقق مراده ضد الطرف الآخر: ابن بلده
ولأن المجتمع يتساهل مع هذه الخوازيق فإنه يبدي إعجابه بتراث من عينة "ملاعيب علي الزيبق" ..وكان رئيس عصابة في بغداد, في القرن الخامس الهجري. والحكاية الشعبية جعلت القاهرة مولده وبغداد مكان نشاطه. وهو نموذج المحتال الذي يمارس "ملاعيبه" ليس من باب إشباع الهواية فحسب، بل أصبحت بالنسبة له أسلوب حياة، ومنطقاً يدير به شؤون الحياة، وهو دائماً قادر على إبهار الجميع بمن فيهم ضحاياه أنفسهم، الذين غالباً ما يغفرون له احتياله عليهم إعجاباً بقدراته في ابتكار الجديد والمثير من الحيل و"الملاعيب". كما تجد المجتمع في حالة إعجاب بدهاء وخدع "علي جناح التبريزي" ويعلي من شأن هؤلاء المخادعين والماكرين الذين وظفوا دهاءهم وخبثهم للإيقاع بالآخرين ببراعة..ولا عزاء للضحايا والمتضررين منها
ويتناسى الضالعون في هذه المكائد والمستمتعون بصناعة تلك الدسائس أنها جريمة متكاملة الأركان: بحق أبناء وطنهم في الغربة – أو الداخل-.. وبحق أنفسهم التي هانت عليهم وقادتهم عبر طريق الخبث والنفس الأمارة بالسوء إلى قاع الحقد والحسد والغيرة.. وإلى وطنهم الذي يدفع في النهاية ثمن كل ما نفعله.. هنا وهناك
احسنت يا استاذ ياسر
ReplyDeleteفعلا انت ابدعت في عرض الفكرة بكلمات
وانا قابلت كتير من عينة اعداء النجاح
ومبدعي الزنب ولاسافين والخوازيق
بس تعرف
الاغلب الاعم من العينة دي بيبقي ابناء الريف والقري
الفلاحين يعني
اجارك الله
لا تتخيل مدي الخبث والمكر والوساخة في انه يلبسك مهموز محترم لله في لله
وقدرة عجيبة علي النفاق
واعرف واحد منهم كان بيتفنن في كدة
لدرجة انه اتعرف بين عائلته انه بالطبع دة
وكانوا لا يامنوا له
بس عقاب الفئة دي بيبقي بينهم شديد
تعرف ان الصنف دة مبيكرهش نجاح الاخر اد ما بيكرة نفسة
بس من خلال تجربة شخصية احسن حل مع الصنف دة المواجهة المباشرة وليست المهادنة
يعني انا عارف ان فلان بيحاول يخزوقني من تحت لتحت
مسيبوش في محاولاته واحاول اهادنه واتقرب ليه عشان اتقي شرة
لا
انا اوضحلة اني عارف اسلوبه وعارف تفكيرة المريض
واني قادر اني اصدة لان غالبا الصنف القذر دة بيبقي اجبن من المواجهة المباشرة
علي فكرة
احد اسباب الغاء مدونتي اني سميتها فلاح
وحسيت انها غلطة كبيرة قديمة
فقمت بمحوها
يا سلام يا استــاذ
ReplyDeleteجيت ع الجرح..
والله انا ممكن اكتب لك كتاب ع اللى بيحصل هنا فى نيويورك..
الحمد لله انا جيت هنا صغير..واحتكاكى بالمصريين كان قليل..
بس الحكايات اللى بأسمعها..تشيب والله..
ياسر الصديق الجميل بوست رائع كالعادة
ReplyDeleteعايز وقت وتمخيخ لتعليق طويل
لكن لابد من الشكر والاشادة اولا
تحياتي الخالصة
بدايةً.. التدوينة مهداة إلى الصديقين العزيزين الدكتور أسامة القفاش والدكتور وليد عبد الله.. كلاهما يعرفان تمام المعرفة ما أعنيه في هذه السطور فهما ممن عانوا الأمرين من هذه النماذج البشرية وحرب المؤامرات والدسائس
ReplyDeleteوكلماتي أيضاً مهداة لكل مصري عانى من أعضاء نادي المهموز والزنة والإسفين في بلاد الغربة
ياسر:
ReplyDeleteهؤلاء الذين يهديهم تفكيرهم المريض إلى الدسيسة والوقيعة والتآمر على عباد الله.. يشعرون في الأساس بعقدة نقص داخلهم
لا أريد أن أتحامل على أهل الريف والقرية.. لكنني أقول إن هؤلاء المرضى موجودون في مختلف الطبقات والفئات وينتمون إلى شرائح اجتماعية واقتصادية متنوعة ويعودون في جذورهم إلى الريف والحضر على حد سواء
ولانملك يا صديقي سوى أن ندعو لهؤلاء المرضى بالشفاء من الخبث والمرض الذي ينتشر كالسرطان في قلوبهم وعقولهم
المهاجر المصري:
ReplyDeleteالكلمات تنكأ الجراح كي تداويها.. وتلمس مواطن المشكلة في مسعى لحلها
القصص كثيرة عن هذه الدسائس والخوازيق المصرية -المصرية.. فلا اتفاق ولا تعاون ولا تفاهم بين أبناء الوطن الواحد.. كأننا في حرب أهلية على أرض الغير
وقاك الله في بلاد المهجر من أهل الصواريخ والخوازيق المعتبرة
أسامة:
ReplyDeleteإهداء التدوينة لك وللدكتور وليد
يا صديقي.. التدوينة تصبح بلا طعم إن لم أعرف رأيك..في انتظار رؤيتك الفاهمة للموضوع خاصة أنك ومن خلال حواراتك الخاصة معي عانيت الأمرين من هؤلاء المرضى.. شفاهم الله
مساء الفل!
ReplyDelete:)
عانيت من الأنموذجين في بلادي نفسها، أولهما في قناة فضائية عربية و ثانيهما في مؤسسة صحفية عربية، الاول سرقة و الثاني تجبر، و الحمد لله في الحالتين ثم القصاص، و إن كان علي حسب منصبك ذاته، بطبيعة الحال
:P
ليس في الخارج فقط يا عزيزي.. ليس في الخارج فقط
:(
محمد علاء الدين:
ReplyDeleteفي النهاية.. لا بد من قصاص
كلامك سليم يا صديقي.. فالمكائد وأهلها معروفون في الداخل والخارج على حد سواء.. غير أنني أردت أن أتناول ظاهرة "الحرب الأهلية بين المصريين المغتربين" وهي حرب ضروس يتدافع فيها الناس بالمناكب.. ويسقط فيها أبرياء.. ويتباهى الجناة بأنهم من أصحاب الفهلوة و"المفهومية" وأساتذة الخوازيق
فتأمل.. كم يكون بأسنا بيننا شديداً.. هنا وهناك
الصديق الجميل د.ياسر..
ReplyDeleteأولا شكرا علي الاهداء الرقيق ..
أكاد أشك أن الدسائس والمكائد "ابتكار" مصري معدل. وإحقاقا للحق يا ياسر مارأيته في مصر من مكائد يفوق عشرات المرات ماسمعت به بالخارج. وقد يرجع هذا الي انعدام معرفتي بأي مصري في أمريكا ..
رئيس القسم بالجامعة تعمد رفض طلبي المقدم للحصول علي الدكتوراه وكانت حجته صغر سني حيث قال لافوض فوه ومات حاسدوه: مفيش طالب دكتوراه عندنا عنده 25 سنة .. تعالي كمان 5 سنين.
أستاذي "اليهودي" الامريكي نيل ويلسون قبل طلبي بعد هذا بعشرة شهور ولم يتردد لتزكيتي والاشراف بنفسه علي الرسالة.
حقل العمل الطبي في مصر بالغ السوء والعطن ولا ينتمي للعمل العلمي بتاتا .. بل استرزاق وتهليب وسرقة.
لايوجد هنا مايسمي بالجالية المصرية .. هناك بعض النصابين والمنتفعين أصحاب مشاريع الجمعيات الاهلية .. لكن لايوجد تنظيم للجالية أو أي نشاط خارج حفلات العشاء والرقص الشرقي.
حتي الاطباء .. منقسمون الي مجموعات فرعية .. منها الاسلامي أو المسيحي أو الليبرالي أو المطيباتية ..شىء غريب وتناحر علي لاشىء.
بصراحة أنا مبتعد تماما عن هذه التجمعات المشبوهة أو السطحية ..
أعتقد أن الخوف النفسي والاحساس بالقهر داء متوطن في "بعض المصريين"
أو ما أسميه بسيكولوجية الانسان المتوسط أو عقلية "الخولي".
أما ماسمعته من أصدقاء مقربين عما يحدث في دول الخليج العطنة فشىء يبعث علي الضيق ويفوق الوصف.
الغربة أنواع وكذلك أصحابها ..
وأشد أنواع الغربة وطأة .. غربة الانسان في بلاده
تحياتي علي الموضوع الجميل
وشكرا مرة أخري علي الاهداء الرقيق
مذهل كيف تجد دائما طريقة لتعود بنا الى الجذوز الى اصل العلة
ReplyDeleteفي النهاية هي تجارب يتعلم عبرها الانسان كيف يحمي ظهره و ما بيصح الا الصحيح
الاخ العزيز الدكتور ياسر ثابت
ReplyDeleteاولا كل الشكر على الاهذاء الرقيق
ثانيا اتصور ان الزومبة والخازوق و الدبوس والمهموز ماهي الا وجه واحد لعملة الفساد والانحطاط والوجه الآخر هو مسح الجوخ والنفاق و البذل والبرطلة
ففي عهد المماليك كان لابد ان تكون من مشاديد الاستاذ او محاسيبه او كما قالت دليلة المحتالة في ملحمة علي الزيبق التي تعرضت لها "نام مع القاضي ليلة فجعله مقدم درك" وطبعا هو نام مع القاضي كما قالت دليلة ليس ليحكي له حدوتة قبل النوم ياياسر
اخي الحبيب الثقافة والاعلام هي مهنة من لا مهنة له وفي الجو المملوكي الذي يعتمد ايضا اقتصاديا على الريع لا على العمل المنتج الحقيقي تزدهر كل هذه الاشياء وعليك اما ان تكون مشدودا او تنام مع القاضي او تكون ذرب اللسان افاقا تجعل خدك مداسا لمن يريد ومن لايريد وهي موهبة حقيقية تتماشى دائما مع موهبة الزمبأة والخوزأة و التدبيس والمهمزة
ما الحل؟؟
اتصور ان وجود مناخ للعمل الجاد الحقيقي
مناخ يحترم العمل والانتاج هو السبيل الوحيد لايجاد حالة موازية لهذه الحالة الفاسدة
في اي مؤسسة حقيقية لا يتم الاستغناء عن اي شخص كفء حتى لو تمت زنبأته الف مرة لان الكفاءة لها ثمن لان العمل الحقيقي له ثمن
لكن في جو الزيف و ان تعمل انك بتشتغل ممكن حدوث اي شيء
خالص التحيات مرة اخرى
يا صاحب القلم الرشيق والفكر الجريء و الرؤية الثاقبة
اخي العزيز د.ياسر
ReplyDeleteاعتقد انك ستفهم ان التعليق السابق مني
اخوك اسامة القفاش
وهذا لان البلوج ماستر يرفض قبول مالك او اسامة اعمل ايه بس يا ربي حتى دي فيها برطلة وزمبكة؟؟؟
اسامة
طبيب نفسي:
ReplyDeleteلعله من المحزن حقاً أن يقع المصريون أينما حلوا في فخ الانقسام والتقسيم وفق اعتبارات وانتماءات سخيفة.. فتجدهم يفتشون عن أسباب الخلاف لا الاتفاق
أما عن الجاليات المصرية في كل مكان ذهبت إليه فهي تكاد تكون غير موجودة أو تراها نائمة في العسل وتصحو على الخلاف والتشرذم ووسيلتهم في ذلك مبتكرات خاصة من الخوازيق والزنب والمهاميز!
تقول يا صديقي عن تجربتك في الولايات المتحدة:
"لايوجد هنا مايسمي بالجالية المصرية .. هناك بعض النصابين والمنتفعين أصحاب مشاريع الجمعيات الأهلية .. لكن لايوجد تنظيم للجالية أو أي نشاط خارج حفلات العشاء والرقص الشرقي"
وهكذا يا صديقي نهدر جهودنا وطاقاتنا ونلغي من عقولنا أي مشروع للعمل الجماعي البناء بسبب الصراع على المناصب والنفوذ وبفضل عقلية لا تفكر إلا في الكيد والدسيسة والوقيعة
فليرحمنا الله جميعاً
رات:
ReplyDeleteلكل داء يهاجمنا ويفترس عقولنا أو ينهش أجسادنا أصل في تاريخنا وتجاربنا الماضية
نحن لسنا أبناء حاضرنا فقط.. وإنما كل إنسان فينا يحمل على ظهره قروناً من التجارب الإنسانية التي مر بها هو وأجداده
تأملي هذه الجمل وانظري إلى الحالة اللبنانية.. ربما تجدين أنت أيضاً أصل العلة في كثير مما يدور هنا وهناك
شكراً على حضورك الجميل
أسامة:
ReplyDeleteوالله يا صديقي العزيز تعليقاتك تدل عليك حتى لو لم تكون مذيلة باسم أو توقيع.. أنا وغيري نعرف ذلك من أسلوبك ومعلوماتك وأفكارك المتدفقة كنهر
لا خلاف على أننا نفتقد إلى مناخ للعمل الجاد الحقيقي يحترم العمل والإنتاج هو السبيل الوحيد ويعلي من قيمة الكفاءة والعلم
أما الزيف الذي يحاصرنا الآن فهو الذي يجعل من علي الزيبق وأعوانه اليد العليا في مواقع كثيرة.. وينشر ثقافة المهموز والمقلب والفهلوة بين المصريين في الداخل والخارج
العزيز ياسر
ReplyDeleteبعد قراءة البوست لم اجد لدى سوى كلمات قليلة
ترى من منا لم يعانى بداخل او بخارج المحروسة من هذه النوعية من الدسائس
وكم منا كان شريك بها
وهل هى وليدة رغبات الانتقام ام هى عاده ممتعة لدى البعض بدون هدف سوى المتعة الشخصية
توتا
واين الضمير والايمان بقضاء الله وعدله حتى نرغب فى تعديل هذا بأى اسلوب
لمست ثم ضغطت بقوة على جروح عديدة فى جميع الاجساد فصدرت اهات سبقتنى فلم يبقى لدى حتى كلمة الاه
تحياتى
العزيز ياسر
ReplyDeleteلم استطع التعليق باسمى ولا اعرف السبب
عذرا
التعليق السابق تعليقى
حتى الاسم تداخل مع التعيق
تحياتى
توتا
معك حق .. أشعر أننا الشعب الوحيد في العالم "اللي واقف فوق روس بعض" على حق..
ReplyDeleteمناخ العمل في الداخل المصري عجيب ، وحتى المناخ العائلي في بلد يطنطن دائماً بالترابط الأسري والقيم والمش عارف إيه .. الوضوح مختفي ، والنقاء منتفي ،
تدبير "الزنب" في الداخل المصري ليس حكراً على المناصب الكبرى ذات المنافع الوفيرة ، بل قد تراه في الأشغال المتواضعة ذات المكاسب السحتوتية ، وعلى أشياء لا تستأهل ولا تستحق..
سؤالي الأخير : أليس من العجيب أن نكون بلد الشللية والزنب في آن واحد، خاصة أن الزنبة المصرية تعتمد في الغالب على "المجهود الفردي"؟
توتا:
ReplyDeleteلم يبق في أجساد عامة المصريين موضع ليس به جرح من كطعنة غادرة ودسيسة من الدسائس ومقلب من مقالب الذين يتباهون بأنهم أهل الفهلوة وأنهم "خرموا التعريفة.. وألبسوا البحر مايوه" وما إلى ذلك من أوهام القوة.. وهي في حقيقتها ليست سوى قوة الغدر والكيد والطعن في الآخرين
معك حق في كلامك.. فالأمر أصبح كأنه شهوة تسيطر على هؤلاء الذين يكيدون للآخرين ويخططون للنيل منهم بأي شكل
سلامة اسمك على الإنترنت يا توتا :))
قلم جاف:
ReplyDeleteأثرت في تعليقك نقطتين على قدر كبير من الأهمية
أولاهما أن "تدبير "الزنب" في الداخل المصري ليس حكراً على المناصب الكبرى ذات المنافع الوفيرة".. هو أمر صحيح.. فالتناحر على الأشياء والأشخاص والمصالح يجعل الكل ينهش في الكل ليتحول المجتمع إلى ساحة حرب يسارع كل منا في نهب الغنائم والاستيلاء على المكاسب قبل غيره
أما النقطة الثانية فهي تلك المفارقة التي أبرزها سؤالك الأخير: "أليس من العجيب أن نكون بلد الشللية والزنب في آن واحد، خاصة أن الزنبة المصرية تعتمد في الغالب على "المجهود الفردي"؟"
هذا موضوع يستحق التأمل .. وربما الابتسام. فالمفروض أن الناس يجتمعون على الخير لا الشللية وأنهم يتكاتفون ويتكافلون لا يتقاتلون ويتناحرون
لكن هذه هي الحقيقة البائسة التي وصلنا إليها في ظل غياب المنظومة الأخلاقية وسيادة الأناملية وما شابهها من ظواهر سلبية
لم اقرأ البوست كامل .. ان شاء الله مرة اخرى ..
ReplyDeleteولكن ما اعجبنى جدا هو ربط المضاى بالحار .. وخصوصا جزء الفراعنة ..
انا درست فى الخارج .. فى الهند .. فى اول سنة كنت اعيش مع عرب .. وكانت سنة كلها مشاكل .. ثم انتقلت .. وعشان باقى السنوات مع سكان البلد .. لا اقول هذا لأى فتاة اخرى درست فى الخارج , الا وتقول لى . انت محظوظة
ولكن ايضا , ومما رأيت فى مجتمع الطلبة الأيرانيين , فهم ايضا لديهم هذه العادة .. اى انهم قد يعتدون على حقوق بعض وبطريقة سافرة ..
.....
لى عودة مرة اخرى ان شاء الله
الظاهرة التي أتحدث عنها تحدث أيضاً بين العرب المغتربين.. أعرف جيداً ما تقصدينه بشأن الصراع والخلاف بين العرب خلال دراستهم أو عملهم في الخارج.. ومن الواضح أننا نبحث دائماً عن أوجه الخلاف لا نقاط الاتفاق.. وربما يكون صحيحاً القول إننا لا نحترم فكرة العمل الجماعي أو التعاون كفريق.. وإنما نلجأ إلى أسلحة الاستهزاء والسخرية والنميمة والصراخ ليكون بأسنا بيننا شديداً وتذهب ريحنا
ReplyDeleteشكراً لك على حضورك الجميل
والله العظيم صدقت في كل ماكتبت أنا لي بالغربة أكثر من عشرين سنة ,اكون حذر جدا عندما أقدم علي تعيين أي مصري خصوصا إذا كان فلاححححححححححححححححححححححح
ReplyDeleteوياما شوفت من الفلاحين يبيع أبوه علشان الريال مش عارف ليه كل الفلاحين كدة وياما سمعنا عن اللي قتل أبوه أو أخوه علشان قطعة أرض أو ورث في زريبة
أنصح كل مغترب بالإبتعاد عن الفلاحين والله ولو قلي لك حتي البيض في كفه علشان تأكله حتي تأمن له لكن هاتكل من هنا ويرميك في النار اللي قلي فيها البيض
من
قاهري مكوي بنار الفلاحين
أنا مصرى أشتغلت فى ألامارات لفترة تقريبية حوالى ثلاث سنوات مع أدارة هندية هندوسيةوموظفين مصريين معظمهم فلاحييييييييين والفلاح بيبيع أخوه المسلم المصرى عشان يتمسح فى احذية الهندوس وبقول أن أكتر من ٩٠% من الفلاحين المصريين ولل أسف الشديد بيعبدوا الدرهم ويكرسون حياتهم لتقديم فروض الطاعة والولاء للمدير عبييييييد قذرين وسخين أحسن حاجة تواجه الصنف دة مباشرة فى وجهه لأنهم أجبن خلق الله
ReplyDeleteAnonymous
ReplyDeleteللأسف، هؤلاء الذين يجعلون من خدودهم مداسـًا للغرباء، ويحقدون على أبناء وطنهم، ويتآمرون ضدهم، يأكلون لحوم المصريين وهم أحياء
لعن الله أمثال هؤلاء
غير معرف
ReplyDeleteشيء محزن، أن تتعرض لتجربة مؤلمة مثل هذه التجربة.. أرى أن المكر والخبث لا يدومان، وأرى أيضاً أن الحذر واجب مع مثل هؤلاء الذين اختاروا طريق الانحطاط النفسي والاجتماعي،بدعوى "لقمة العيش"
و"لقمة العبش" لا تعني الذل والخضوع والتآمر البغيض
حفظك الله ومن تحب من مثل هؤلاء المتآمرين
الله يباركلك يا أستاذ ياسر أنت والاعضاء المحترميين الحمد لله ربنا كرمنى وعوضنى بفرصةعمل أفضل فى قطر مع أدارة مسلمة باكستنية منافسة للشركة القديمة ويكفينى شرف الحمد لله أنى قبل ما أترك الشركة القديمة مسكت الهندوسى CEO غسلته وقلتلوه أنك مجبرعلى أحترام كل المسلمين وربنا زرع الحسرة فى قلوبهم
ReplyDeleteلما ربنا أراد أن الشركة الجديدة فى قطر مجاورة تماما
لفرع الشركة السابقة لدرجة أن الهندوس أتصلوا بشركتى الجديدة أللى عرفوها عن طريق الفلاح المصرى وقعدوا يقولو أكاذيب عليا ولكن الله أراد ذلك أن يتم وسبحانه الله دلوقتى قلبوا على الفلاح المصرى العصفورة وبيتصل بيا عايز يشتغل فى شركتى الجديدةربنا يشفى النفوس المريضة ولما الواحد ينظلم ويقول حسبنا الله ونعم الوكيل ثلاث مرات ربنا ميخذلوش أبدا بس لأزم الواحد يصبر ويقول الحمد لله على كل شىء.