في وطنٍ تحكمه الفوضى يصبح كل شيء ممكناً وحين نفقد البوصلة يصبح طبيعياً أن تجد من يسير عكس الاتجاه، وهو يحسب أنه يحسن صنعاً وفي مصر، استسلم ا...
في وطنٍ تحكمه الفوضى يصبح كل شيء ممكناً
وحين نفقد البوصلة يصبح طبيعياً أن تجد من يسير عكس الاتجاه، وهو يحسب أنه يحسن صنعاً
وفي مصر، استسلم العامة قبل الخاصة لفكرة الفوضى، بعد أن ضاع التاريخ ولم يعد سوى صورة في بطاقة معايدة أو لوحة غنائية للتباهي في المناسبات الرسمية والأعياد القومية. أما الحاضر، فقد اختطفه اللصوص وصادرته أجهزة الأمن، وأهدرته طوابير طويلة بحثاً عن لقمة العيش، أو العيش نفسه
وحين يضيع التاريخ، ويصبح الحاضر رهينة، يتسرب المستقبل ويخبو الأمل في صنع غدٍ أفضل، إلا في وسائل إعلام رسمية ترهلت وأصابها من الفساد ما أصاب غيرها من الهيئات والمؤسسات في هذا الوطن
لقد أصبحت أبسط الحقوق أحلاماً يصعب علينا تحقيقها مما جعل الحلم الحقيقي يتلاشى ويصبح مطلباً بعيد المنال، أو يدخل في باب المحال
ولأن البعض يتعلق بثوب الدولة ظناً منه أنها الأم والأب، والمنقذ والمخلص، فإن صدمة هؤلاء كبيرة عندما يجدون الدولة مفككة، تتضارب فيها المصالح والمواقف والسياسات. وكيف يمكن أن يكون هناك كيان اسمه الدولة وجميع الحوادث التي تشهدها شوارعها يومياً وبكثافة ربما لا يكون لها مثيل في أي بلد في العالم، جميعها يستوي فيها المخطئ والمصيب، ولا تجد صدى لدى المسؤولين عن الأمن سوي محاولة تطييب الخواطر وإفهام الجميع أن عمل المحاضر وإثبات الحالة وغيرها ليست أكثر من تضييع للوقت، وأنك لن تحصل على حق أو تعويض
هناك من يتساءل: من يحكم مصر؟
والإجابة بسيطة: الفوضى
إننا نعيش مهددين بقبضة الأمن، وسطوة رجال الأعمال، وتحت رحمة تجار جشعين، وبلطجية وجدوا الساحة مهيأةً لفعل ما يحلو لهم. أما المواطن العادي فلم يعد يسير بمحاذاة الجدار، وإنما داخله، إلا أنه يظل فريسة سهلة لكل هؤلاء
وفي ظل تلك الفوضى، يستسيغ الجميع، حكاماً ومحكومين، فكرة الجهل والإهمال والتسيب، ويتقن فن المراوغة والخداع والتلاعب، ويفقد الآباء قبل الأبناء مفهوم الانتماء الحقيقي للوطن، والفهم العميق للدين القويم، لتنتهي المهزلة بضياع البلاد ومهانة العباد داخل المحروسة أو في أرض الله الواسعة
إننا لا نرى من مظاهرها سوى صور عابرة، في ظل انكسار المواطن تحت وطأة الظروف المعيشية القاسية، وصلف السلطات وتعنت الهيئات الحكومية، وانتشار الفساد بمختلف صوره وأشكاله
ترى متى تعود لترعى أحوال شعبها؟
إن أزمات وحروب الغد تولد اليوم..وهو ما غاب عن أذهان صانعي القرار الذين يعيش أغلبهم في كبسولة فضائية لا علاقة لها بالواقع المعاش ولا بحياة أبناء هذا الوطن
وفي علم السياسة، توجد ثلاث وسائل لتعزيز الإصلاح السياسي الديمقراطي في النظم شبه السلطوية. الوسيلة الأولى هي الاستمرار في إدخال إصلاحات تدريجية في إطار النظم القائمة، أما الوسيلة الثانية فهي تقوم على عنصر المفاجأة التي من شأنها أن تؤدي إلى تحولٍ ديمقراطي كامل. وتعتمد الوسيلة الثالثة على تقاسم السلطة بين النظام الحاكم والمعارضة المرتبط بإدراك كلا الطرفين أنه لا يمكن لأحدهما القضاء على الآخر
أما في مصر، فقد ظهرت وسيلةٌ رابعة للتعامل مع واقع سياسي مضطرب: الفوضى..غير الخلاقة
أو قل إنها بصيصٌ من الضوء، ربما يتحول يوماً إلى بارقة أمل في نفوس أبناء مصر..مصر التي إن ارتفعت هامتها ارتفعت هامة العرب، وإن هانت واستكانت هانوا..وكانوا
تجدون إصدارات "ميزان" في معرض القاهرة للكتاب، سراي 4- جناح دار ليلى
وعقب معرض القاهرة للكتاب، تجدونها في المكتبات الكبرى في مصر
يارب يكون موجود في معرض الكتاب لأن موضوعه فعلا اكتر من روعة
ReplyDeleteلو تكرمت تقول لي ممكن الاقيه في اي مكان في المعرض
تحياتي
مبروك الكتاب يا دكتور انشا الله هادور عليه فى مصر
ReplyDeleteالمقدمة تصف الحالة فى مصر
الفوضى
فى رايى الواضح نحن نمر بفترة اضمحلال زى الفترات فى العصر الفرعونى و فى العصر العثمانى و فى نهاية العصر الايوبى عالفكرة نحن فى حالة اشبه بكثير فى نهاية العصر الايوبى
عالعموم تلك الفوضى هى ما تريده امريكا من الفوضى الخلاقة عالرغم ان نتيجة الفوضى قد لا تكون خلاقة على الاطلاق
Again , it is a great honour ,to be the first one ,for the second time to congratulate u on what we considered to be " a dream that comes true".
ReplyDeleteHope that u will never stop benefiting us with all the treasures u have as u are considered to be ,by urself , a total History.
U opened our minds ,before our eyes to things we can never have believed that they exist .
Keep on ,with all our prayers and the best wishes.
ألف مبروك ياسر
ReplyDeleteتستحق هذه المدونه أن تجد طريقها لكل من يجيد القراءة حتى لو لم يملك امكانيات التعامل مع التكنولوجيا
خالص مودتي
آه يا قلبى ....وآه يا قلوب كل الخايفين على البلد دى .
ReplyDeleteكلامك جميل ويلمس كل الأوتار يا دكتور ...فى جمل سلسة ... ودى موهبة من ربنا لك . واضح المجهود الرهيب فى البحث و التحليل وقبل وبعد كده أنك تمسك مشرطك اللى هو قلمك و تحاول تساعد فى التخلص من المرض المستفحل .
مبروك بتاعتى يمكن متاخرة شوية لكن حقيقى خبر سعيد . هاستنى الكتاب يوصل اسكندرية بإذن الله.
تحياتى لك
بسم الله ما شاء الله! ربنا يزيدك ويوفقك يا دكتور.
ReplyDeleteأكيد الكتاب موجود في نفس المكان فى المعرض سراي
4؟
أتمنى لك مزيد من التوفيق والسداد، بارك لك الله فى علمك وعملك!
A.SAMIR
ReplyDeleteأهلاً وسهلاً بك دائماً
أضفت إلى الموضوع مكان عرض وبيع الكتابين، وآمل أن ينال هذا الجهد المتواضع اهتمام وإعجاب القراء، وخصوصاً الأصدقاء من زوار المدونة
Zeinobia
ReplyDeleteأشكرك يا عزيزتي
بالنسبة لك أنت بالذات، هذان الكتابان ضرورة وليسا رفاهية
الكتابان يتضمنان إضافات وتحديثات مهمة وتوسعاً في مختلف القضايا التي طرحتها في المدونة عن مصر ومحيطها العربي
أستطيع القول باطمئنان إن هذين الكتابين مرجع مهم في هذا المجال
أضفت مكان عرض وبيع الكتابين إلى التدوينتين تسهيلاً للمهتمين باقتناء هذا التاريخ الضائع
Anonymous
ReplyDeleteأشكرك يا عزيزتي على كلماتك الرقيقة
أتمنى أن يكون الكتابان خطوة متواضعة لفهم تاريخنا وحقائق ما جرى ويجري الآن
فعلنا هذا لأننا نحب أوطاننا بصدق، ونريد أن نفهم لماذا تراجعنا وكيف يمكن أن نتقدم
Diala
ReplyDeleteأشكرك يا صديقتي.. تأكدي أن المدونة تضيء بأصدقاء وصديقات مثلك.. والمرء يُعرفُ بمن معه
وما دام لي أحباء مثلكم فإن الكتابة ستستمر بإذن الله
Mmm!
ReplyDeleteكلامك جميل مثلك..أشكرك وأتمنى أن أكون دائماً عند حسن الظن
إن شاء الله سيكون الكتابان على موعد مع الإسكندرية، عروس الثغر، في القريب العاجل
أتمنى لك قراءة ممتعة، علماً بأن الكتابين يتضمنان معلومات جديدة وإضافات مهمة سعياً وراء فائدة القارىء المهتم
Mukhtar Al Azizi
ReplyDeleteشكراً لك أيها الصديق
نعم، الكتابان موجودان في معرض القاهرة للكتاب، سراي 4- جناح دار ليلى
أرجو أن تكون في هذين الكتابين الفائدة المرجوة، لخير بلادنا ووعي أبناء أوطاننا
مبروك
ReplyDeleteنهنئ أنفسنا ماكتبت يادكتور كان ولابد أن يتحول لكتاب ليصل الى أكبر عدد من الناس
وبالذات الشباب ليتعلموا
أولا وقبل كل شئ الجديه..المجهود المبذول فى البحث والتحقيق لايخفى على قارئ..ثم يتعلموا اﻷستماع الى وجهات نظر مختلفه وبعدها يقرروا من وماذا يصدقوا..بدلا من التلقين والتحفيظ وأتباع من قبلنا..
تانى تهنئه حاره ياصديقى العزيز..
سؤال بقى أبنائنا فى الخارج زى حالاتى ود.وليد مثلا نحصل على الكتابان أزاى..؟؟لو كنت قلت بدرى من كام يوم كنت فى القاهره لزياره خاطفه أسبوع واحد ولكنى كنت سأجد الوقت لشرائهما نسخه لى وأخرى للدكتور وليد عبدالله..معلهش ملحوقه..
تهنئه حاره يادكتور..
تحياتى وخالص مودتى..خالد
ياسر..تستحق أنت ومدونتك كل الخير
ReplyDeleteموفق دائما
سوسن
نهنئ أنفسنا أن كنا كمدونين أول قراء تلك المقالات الهامة التي أضافت للسايبر سبيس العربي إضافات تستحق النشر في جرائد كبرى.. وأهنئ قراء ومشتريي الكتابين مقدماً ..فتحليلات بهذا الثراء تحلل الماضي والحاضر وتستقرئ المستقبل تستحق عن جدارة أن يكون لها مكان هام في المكتبة العربية..خالص تهانئي..وإلى الأمام وأمام أكثر بإذن الله..
ReplyDeleteمدونة كل المدونين العرب .. جريدة كل العرب
ReplyDeleteانت مدعو للكتابة في مدونة كل العرب
مشروع الجريدة العربية الموحدة
تكمن فكرة هذه المدونة لجمع اكبر قدر من المدونين العرب واقدرهم وافصلهم لكي يكتبو في مكان واحد
ذلك للحصول في النهاية على مدونة اشبه بالجريدة العربية تناقش القضا ياالعربية وخلافات العرب حيث ان كل الطوائف والبلاد مدعوة للكتابة
وقد تكون نقطة انطلاق للتفاهم والنقاش حول القضايا العربية المختلفة وتقابل وجهات النظر
للمشاركة ارسل ايميلك (بريدك الالكتروني) في تعليق على هذا المقال وسوف تتلقى دعوة للكتابة في هذه المدونة
مزايا الكتابة هنا :
للكاتب :
1- عدد اكبر من القراء
2- تحسين نتايج البحث لعناوين المقالات
3- انت كاتب وفي نفس الوقت قارئ تقرأ ما يكتبه كبار المدونين العرب
4- شهرة اكبر .. ودائما اقول ان في الاتحاد قوة وهذا هو اتحاد المدونين العرب
للقارئ :
1- القراءة للمدونين الكبار تحت صفحة واحدة
2- تجميع المدونات وجعلها مث ل جريدة الكترونية
3- سهولة الوصول للمقالات المرادة
شروط الكتابة (لن يتم التعديل لو مسح اي مقال ):
1- عدم الاساءة للاديان السماوية
2- عدم نشر مقال من اجل ربح المال او التنفع المادي ولكن الشروحات مقبولة ومرحب بها
3- عدم كتابة كلام خارج او الفاظ اباحية
4- الكتابة باللغة العربية
الفكرة تتلخص في ان كل مدون له حق الكتابة فقط بارسال ايميله في تعليق على هذه المدونة
اذا كانت لك مدونتك الخاصة فلا مانع من نسخ مقالاتك الهامة والتي تراها ترقى كي تكون في الجريدة العربية الالكترونية او مدونة كل العرب
وانا شخصيا ساكتب في مواضيع مختلفة وساهتم بتحقيق افضل نتائج للبحث والحصول على اكبر قدر من الزوار حتى تصل مقالاتك لاكبر عدد من القراء
كما ان تجمع المدونين سيجيئ بقراء اكثر وهكذا
برجاء ارسل لنا بريدك الالكتروني كي تستطيع الكتابة في هذه المدونة
ادعو الله ان تكون هذه المدونة ملفتة لنظر القراء ومحط انظار الراي العام العربي
مشروع الجريدة العربية الموحدة
كما يمكنكم اضافة مدونتكم في
دليل المدونات العربية
والله ولي التوفيق
أبو فارس
ReplyDeleteأشكرك يا د. خالد على تقديرك وكلماتك الجميلة
أرسلت لك رسالة بالبريد الإلكتروني وأنا في انتظار ردك
وأؤكد أن رأيك يهمني كأخ وصديق، وأيضاً كقارىء مميز
Sawsan
ReplyDeleteأشكرك يا عزيزتي على تقديرك وكلماتك الصادقة
مرة ثانية.. أين مدونة "مجرد كلام"؟ لعل المانع خير
قلم جاف
ReplyDeleteالأخ العزيز شريف.. كلماتك الجميلة معطرة بالورد
أرجو من الله أن تكون لهذه الكتابة فائدة للقارىء وكل مهتم بأن يكون لديه مرجع عن تاريخنا الضائع.. بأقصى قدر ممكن من الصدق
Ellithy
ReplyDeleteنشرنا التعليق تعميماً للفائدة..لمن أراد
نهنئ انفسنا
ReplyDeleteونشكرك كثيرا يادكتور لمشاركتنا كتاباتك التي سعدت كثيرا جدا بشراءها اول امس في المعرض
احساس جميل ودافئ ان تشتري كتاب لمن تعرفهم
نتمنى المزيد من النجاح
تحياتي
Bella
ReplyDeleteأشكرك يا عزيزتي..تأكدي أن الحروف والكلمات تصل إلى عقول وقلوب الأصدقاء أينما كانوا..ويشرفني دائماً أن يكون لي أصدقاء وقراء مثلك
أترك هذا التعليق يا د.ياسر خصيصاً لإبداء إعجابي بكتاب جمهورية الفوضى. سلاسة وأسلوب ممتع، معرفة وافية بالمواضيع المبحوثة، ورؤية وطنية لا يمكنك الاختلاف معها: كل ذلك جعل الكتاب قراءة ممتعة للغاية. لم أستمتع بقراءة كتاب يجمع مقالات تبحث في التاريخ المصري بطريقة مماثلة ربما منذ تباريح جريح لصلاح عيسى.
ReplyDeleteأسجل اعجابي أيضا بأن الكتاب كان مفيداً لي جداً، فضلاً عن كونه ممتعاً، فالعديد من المواضيع التي أهتم بها ( الحملة الفرنسية، المفاوضات المصرية الإسرائيلية، الثورة العرابية) ، ذكرت في سياق حديثك عنها مراجع لم أسمع بها وسأعمل على البحث عنها.
ولا بد أن اسجل أيضاً إعجابي بالمقالات عن فاروق. وسط الضجة المثارة وركام المقالات ضد ومع العهد الملكي، كان ما كتبته أفضل تعليق قرأته عن الموضوع.
كنت أشاهد المسلسل بينما أقرا كتاب د.لطيفة ( فاروق وسقوط الملكية في مصر) واستفزني جداً رسم صورة مزيفة لفاروق، وتجاهل كامل لتفاصيل سلبية عن فاروق وخصوصا لكل ما ورد في فصل " الحياة الشخصية."
محمد
ReplyDeleteأشكرك على قراءتك لكتاب "جمهورية الفوضى" وأيضاً على تقديرك للكتاب والجهد المبذول فيه. وعندي أن يكون لدي قارىء مهتم وفاهم مثلك، أفضل من أي شيء آخر..فلهذا كتبت "جمهورية الفوضى" و"قبل الطوفان"، ولهذا تحديداً وضعت مؤلفاتي السابقة
لا أنسى في هذا المقام أن أنوه بإعجابي بمدونتك "طق حنك" التي كانت من أولى المدونات التي لفتت انتباهي، وظللت أنتظر عودتك إليها بعد غياب، وهو ما حدث بالفعل
مودتي الدائمة