لم يكن يدور في خلد أي من الشخصيات السياسية أو الاجتماعية أو الفنية التي شاركت في صنع تاريخ مصر - بصورةٍ أو بأخرى- في أن مكالماتهم الهاتفية ...
لم تكن المكالمات الهاتفية التي اخترناها عاديةً بالمرة..وإنما كانت تمثل نقاطاً فاصلة في أحداثٍ مهمة ورئيسية في تاريخ مصر..بعد أن دخلت في نسيج هذه الأحداث وأصبحت عنصراً لا غنى عنه في فهم ما جرى وما كان..خاصةً أن الكثير من هذه المكالمات الهاتفية أدى إلى نتائج مؤثرة وغيرَّ في مسار الكثير من الأمور.. ألم نقل من البداية إنها كانت مكالمات لا تنسى
وإذا كان الحديث لم ينقطع خلال السنوات الأخيرة عن فضائح ومكالمات المشاهير المثيرة والساخنة..فإننا نستطيع القول باطمئنان وثقةٍ شديدة إن لدينا في تاريخ مصر الحديث العديد من المكالمات الأكثر أهمية وسخونة وتأثيراً من مجرد الأحاديث العاطفية بين الأميرة ديانا سبنسر وطليقها ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز وعشاقهما أو فضيحة "ووترغيت" للرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون..والنماذج التالية خير دليل على ما نقول
نبدأ بما جرى على متن الطائرة التي أقلت الرئيس المصري حسني مبارك بعد فشل محاولة اغتياله في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في يونيو حزيران من عام ألفٍ وتسعمئة وخمسةٍ وتسعين..فقد أجرى مبارك اتصالين هاتفيين – كما يقول عادل حمودة في كتاب "لعبة السلطة في مصر" الذي حاور فيه الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل- الأول مع رئيس الحكومة آنذاك الدكتور عاطف صدقي والثاني مع ابنه الأكبر علاء مبارك..كان علاء قد طلب من والده أن يتصل به عند وصوله إلى أديس أبابا..واتصل مبارك به من الطائرة..وكان رد علاء قبل أن يخبره الرئيس المصري بما جرى:
ضحك الرئيس قائلاً: أنا راجع
- راجع إزاي؟
- يا بني كانت هناك محاولة فاشلة للاعتداء عليّ..الحمد لله
- ألف سلامة يا بابا
- يا علاء..اتصل بوالدتك تليفونياً قبل أن تذيع شبكات التليفزيون الخبر فتنزعج..قل لها الحمد لله مفيش حاجة خالص
وكانت سوزان مبارك قرينة الرئيس المصري تعالج آنذاك في إحدى مصحات تشيكوسلوفاكيا سابقاً..إذ كانت تشكو من آلامٍ في العمود الفقري..لكنها عادت فوراً إلى القاهرة وأجرت من الطائرة اتصالات أخرى قام بها أحد رجال مكتب الرئيس والدكتور أسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري..وكان صفوت الشريف وزير الإعلام آنذاك ممن تلقوا بعض هذه الاتصالات. التقط القمر الصناعي الإسرائيلي الاتصال الأخير..وهو ما جعل الإذاعة الإسرائيلية تسبق الإعلام المصري في إذاعة النبأ بدقائق
ولاشك أن تنصت المخابرات الأمريكية على تليفون حسني مبارك في أثناء حادثة "أكيلي لاورو" قصة تستحق أن تُروى..ففي السابع من أكتوبر تشرين أول من عام ألفٍ وتسعمئةٍ وخمسة وثمانين اختطف أربعة من مقاتلي جبهة التحرير الفلسطينية السفينة الإيطالية "أكيلي لاورو" غداة انطلاقها من ميناء الإسكندرية. وقد طلب الخاطفون من إسرائيل إطلاق سراح خمسين عنصراً من القوة 17. وفي اليوم التالي قتل الخاطفون راكباً أمريكياً مقعداً تبين أنه يهودي يدعى ليون كلينغهوفر. وفي التاسع من أكتوبر تشرين أول سلم الخاطفون أنفسهم للسلطات المصرية.. وتم الاتفاق على سفر الخاطفين وإنهاء الأزمة بهدوء
وحسب رواية الصحفي الأمريكي بوب وودوارد في كتابه "الحجاب: الحروب السرية للمخابرات الأمريكية" فإن الرئيس مبارك كان يكره نظام تأمين الاتصالات الذي أمدته به الولايات المتحدة..فقد كان جهاز التليفون مزوداً بزرٍ يتعين الضغط عليه في أثناء الحديث بحيث لا يستطيع الشخص الذي على الطرف الآخر أن يتكلم وهو يستقبل المكالمة..وكان ذلك يجعل من الصعب مقاطعة المتحدث الذي على الطرف الثاني. ولهذا كان مبارك يستخدم أجهزة التليفون العادية..وكانت هناك أوامر بتشديد وزيادة العمليات الأمريكية لجمع معلومات المخابرات في مصر خاصةً بواسطة وكالة الأمن القومي والأقمار الصناعية
وفي وقتٍ مبكرٍ من صباح يوم الخميس العاشر من أكتوبر تشرين أول من عام ألفٍ وتسعمئةٍ وخمسة وثمانين تم التقاط مكالمة للرئيس مبارك..وخلال نصف ساعة كانت المعلومات قد وصلت إلى غرفة العمليات في البيت الأبيض في رسالة شفرية سرية للغاية..وكانت تسجيلاً قصيراً لمحادثة دارت بين مبارك ووزير خارجيته
كانت المعلومة العلنية أن فريق الخاطفين غادر مصر..لكن محادثة مبارك كانت تقول شيئاً آخر..إذ يقول وودوارد في كتابه: "كان التسجيل يحكي قصةً أخرى..ففي المحادثة التي تم التنصت عليها كان الرئيس يقول للوزير إن الخاطفين مازالوا في مصر.. وقال صائحاً إن جورج شولتز – وزير الخارجية الأمريكي- يكون مجنوناً إذا اعتقد أن مصر يمكن أن تسلم الخاطفين إلى الولايات المتحدة كما تطلب واشنطن..وقال الرئيس مبارك: إن مصر في النهاية بلدٌ عربي ولايمكن أن تدير ظهرها لأشقائها في منظمة التحرير الفلسطينية
أما المثير فهو ما يرويه عبد الله كمال في كتابه "التجسس على عصر مبارك" إذ يقول: "كانت آذان المتنصتين بكل ما معهم من أجهزة تكنولوجية عالية الدقة ذات حسٍ مرهف..وكان الصوت واضحاً..وكانت المعلومات ثمينةً..ففيها ذُكِرَت تفاصيلُ الرحلة السرية..والتقط الأمريكان رقم الطائرة ونوعها ومكان الإقلاع..وهكذا وصلت برقية إلى واشنطن تقول إن الطائرة تابعةٌ لشركة مصر للطيران وإن رقمها "بوينغ 737" وإنها سوف تقلع من مطار ألماظة الجوي
وكانت نتيجة عملية التنصت على تليفون الرئيس مبارك أن اعترضت طائرات "اف- 14" الأمريكية طائرة مصر للطيران رقم 2843 وأجبرتها على الهبوط في قاعدة سيغونيلا بصقلية بمن فيها من الخاطفين الأربعة مع محمد عباس "أبو العباس" الأمين العام للجبهة والذي كانت واشنطن وتل أبيب تعتقدان أنه العقل المدبر لخطة الخطف
وربما كانت مكالمات لوسي آرتين الشهيرة مع عددٍ من المسؤولين في مجالات السياسة والأمن والقضاء سبباً في فضيحة شهيرة أدت إلى الإطاحة بعدد كبير منهم وعزلهم من مناصبهم.. ففي السادس عشر من مارس آذار من العام ألف وتسعمائة وثلاثة وتسعين كانت مقاعد مجلس الشعب المصري كاملة العدد استعداداً لسماع الاستجواب الذي تقدم به النائب كمال خالد نائب دمياط عن الفساد الأخلاقي لكبار المسؤولين في الدولة
وهكذا استمع النواب إلى نص الحوار الهاتفي بين المشير محمد عبد الحليم أبوغزالة وزير الدفاع المصري وحسناء بيانكي الأرمنية لوسي آرتين – قريبة الفنانتين نيللي ولبلبة- والذي يقول فيه المشير إنه سيكلم محافظ السويس تحسين شنن بحثاً عن وساطة مع القاضي الذي ينظر في قضية النفقة المرفوعة منها ضد زوجها هاجوب آرتين
وفي مجلة "روز اليوسف" –أيام عادل حمودة – نشر وائل الإبراشي على جزأين نص مكالمات لوسي آرتين مع كبار رجالات الدولة ليصعق القاريء بتفاصيل هذه الأحاديث المسجلة الهاتفية المحمومة وعبارات الغزل الملتهبة التي تداولها أبطال الفضيحة
وما يهمنا هنا هو أن نشير إلى أن تلك الفضيحة اكتشفت أولاً بطريق الصدفة المحضة..إذ كانت الرقابة الهاتفية موضوعة أساساً على شخص من الموظفين الحكوميين..لكن الرقابة وقعت على الصيد الثمين والتقطت الخيط سريعاً لتتضح أمامها فصولٌ مثيرة وغريبة للعلاقات المتعددة التي جمعت بين لوسي آرتين وعدد من الشخصيات المرموقة..بعد أن كانت مجرد سيدةٍ تطالب بحقوقها لدى مطلقها نجل صاحب المصنع
ولأسباب معقدة ومتشابكة انحسر نفوذ أبو غزالة وخسر الفقي والحبشي منصبيهما المرموقين.. لكن لوسي آرتين بقيت محتفظةً بنجوميتها كواحدة من حسناوات المجتمع وحفلات البيزنس وغيرها..وظلت تتصرف بتلقائيةٍ شديدة خاصةً بعد أن انتخبت عقب إسدال الستار على هذه الفضيحة لرئاسة نادي الأرمن في حي مصر الجديدة
ودخلت التسجيلات الهاتفية على خط الإدانة في قضايا عدة هزت المجتمع المصري طوال العقدين الأخيرين، وكان من أبطالها وكيل وزارة الزراعة يوسف عبدالرحمن ومستشارة البورصة الزراعية راندا الشامي المتهمان الرئيسيان في قضية إدخال مبيدات مسرطنة إلى البلاد والسماح بتداولها داخل مصر..كما أدينت راندا الشامي بالرشوة الجنسية في القضية
رئيس قطاع الأخبار السابق في التليفزيون المصري محمد الوكيل ظل يؤكد أثناء محاكمته التي بدأت في أواخر عام ألفين واثنين أنه لم يفكر يوما في تقاضي رشوة..غير أن الرقابة الإدارية كانت قد سجلت شريطا له ولغيره يكشف عن محادثات تليفونية أظهرت الوكيل وهو يستفسر عن قيمة المبالغ المالية المتفق عليها مع بعض ضيوف برنامج "صباح الخير يا مصر" مقابل ظهورهم في حلقاته خاصة من الأطباء ورجال الأعمال. وعلى سبيل المثال فإن مدير مستشفي منشية البكري صاحب البلاغ طلب منه الوكيل مبلغ عشرة آلاف جنيه مقابل استضافته في البرنامج الصباحي.. وهو ماحدا بالطبيب لتحرير بلاغ بذلك في هيئة الرقابة الإدارية
ويقضي الوكيل حاليا عقوبة السجن لمدة ثمانية عشر عاما مع الشغل في سجن مزرعة طرة..بعد إدانته في قضيتي تقاضي مبالغ مالية علي سبيل الرشوة مقابل الإخلال بواجبات وظيفته ولحيازته مواد مخدرة بمكتبه
أما كبيرة المذيعين في التليفزيون المصري أماني أبو خزيم فقد صدر حكم في الرابع عشر من مارس آذار من عام ألفين وسبعة بسجنها ثماني سنوات عن تهمة التربح وتلقي رشىً بالتواطؤ مع رئيس جهاز مدينة 6 أكتوبر عصمت أبو المعالي وتغريمها مئتين وثلاثة وسبعين ألفاً وخمسمئة جنيه..وكانت التسجيلات الصوتية للمحادثات الهاتفية ضمن أدلة الاتهام..
هناك أيضاً القضية التي أدين فيها محمد فودة السكرتير الصحفي السابق لوزير الثقافة ومحافظ الجيزة السابق المستشار ماهر الجندي الذي شغل موقع النائب العام سابقاً ومنصب المحامي العام لنيابة أمن الدولة..وقد صدر بحق الأخير في يونيو حزيران من عام ألفين واثنين حكم بالسجن لمدة سبع سنوات بتهمة الفساد وتلقي رشىً من رجال أعمال مقابل تسهيلات وتجاوزات علاوة على تلقيه رشى جنسية رصدتها مكالمات هاتفية مسجلة..ماهر الجندي تلقى أيضا رشى عينية في صورة هدايا ذهبية وبدل إيطالية وقمصان..بل وأكلات كباب وكفتة
لكن هذا لم يكن كل شيء في ملف المكالمات الهاتفية التي هزت مصر
د.ياسر
ReplyDeleteمثل العادةهاأنت تفتح ملفات مهمة و مثيرة و توثق لممارسات خطيرة في آثارها مجددا بعد طول إنتظار لجديدك
التنصت على المكالمات الهاتفية لكبارالشخصيات من البديهيات في عالم التجسس و لكن السؤال الذي يطرح نفسه عندما يهمل هؤلاء إتخاذ الإحتياطات اللازمة للحفاظ على سرية المكالمات الهامة هل هو مجرد إهمال أو استهتار بريء أم متعمد؟
تحياتي
Diala:
ReplyDeleteشكراً لك يا عزيزتي
هذه هي البداية حول هذا الموضوع، خاصةً أننا على أبواب حفلة جديدة من التنصت من دون إذن قضائي على المواطنين بموجب التعديلات الدستورية الأخيرة في مصر.. ولذا لزم التنويه
أما بالنسبة لسؤالك فالإجابة عليه صعبة.. لكن بشكل عام يبدو أن الهاتف يفتح شهية كثيرين لفك عقدة اللسان وكشف المستور من أسرار وعواطف وصفقات تدور في الخفاء..وتكون النتيجة وقوع المحظور
بصراحه انا مذهووووووووووول
ReplyDelete.
.
مش عارف اقول حاجة
لا تعليق
عزيزي / ياسر
ReplyDeleteأسدى لي أحد ضباط المخابرات العامة المصرية - والذي قابلته في بلد عربي منذ سنين حيث كان يعمل مستشاراً أمنياً - نصيحة من واقع خبرته العملية الطويلة مفادها أن خير مكان يمكنك التحدث فيه دون أن تخشى عواقب حديثك هو الهواء الطلق ، ويبدو أن الضابط المذكور "رحمه الله " لم يعش ليعلم أن هناك الآن من يتجسسون على أحلامنا ، ويراقبون مؤشر طموحاتنا ، بل ويحاسبوننا على نوايانا ، رغم أنهم أقل كثيراً كثيراُ من أن يقال لأحدهم .. سبحانك
استاذنا ياسر
ReplyDeleteايه ياعم انته شغال في المخابرات و لا ايه
هههههههه
بجد معلومات قيمه جدا جدا
وملف فعلا كامل
شامل الموضوع من اوله لأخره
وعلي رأيك الواحد ياخد باله اصل يكونوا بيسجلولي
تحياتي يا دكتور
العزيز ياسر
ReplyDeleteيبدو انك تعيد علينا الذكريات التى سوف تكون فى غضون ايام واقع مرير اعطته الحكومة كحق دستورى يلغى حرية المواطن بدستورية وشرعية
قد يبدو ان الصدفة لعبت دورا هاما فى اكتشاف الكثير من المكالمات التليفونية والبعض الاخر كما ذكرت فى سابق تدويناتك عن حسن التهامى كان يحمل التعمد حتى يصل الى تسجيل تليفونات رئيس الجمهورية
بوست بالطبع يحمل معلومات لم يتثنى لى ان اعرفها من قبل وكنت اتتبع الكلمات الى اخرها لاعرف الاسرار والهدف والنتيجة
اشكرك على الاضافة التى اعتدناها منك
تحياتى
حبيب الكل د.ياسر
ReplyDeleteموضوع رائع
حكاية محمد فودة وماهر الجندي دي عايزة كتب لوحدها
الراجل كان بيتصل بيه يطلب كباب من عند المنوفي
ربنا يتولانا برحمته ياياسر
تهنئة قلبية على البوست الجديد الجميل
مساء الخير ياسيدي العزيز,
ReplyDeleteكالعادة كلما دخلت مدونه حضرتك الممت بالكثير مما كنت أجهله في شأن الحياه فى مصر وتداخل اهل السلطه والبزنس وتشعب الواحد فى الآخر
شكراً لك علي هذه المعلومات
تحيات إسكندراني فى بلاد الله الواسعه
الاعلامى الكبير الدكتور ياسر
ReplyDeleteلقد فتحت أخطر الملفات التى تحوى الكثير من الأسرار والقضايا التى اكتشفت نتيجة التنصت على هذا الجهاز الخطير الذى يثير شهية الدردشه خاصة مع النساء ونحن على يقين أن مخزن الأسرار الذى تملكه فيه الكثير والكثير ، وأعلم أن بعض الأسرار لايمكن الافصاح عنها فى الوقت الحالى ولكن التاريخ سيسجلها
ولعل العجله فى استفتاء التعديلات الشيطانيه - على رأى وائل الابراشى - هو سرعه وضع هذا الجهاز الخطير - التليفون - على أجهزة التنصت لاحكام السيطره على البلد
ولانملك سوى أن ندعو ونقول حسبى الله ونعم الوكيل
مساء الخير دكتور ياسر ثابت
ReplyDeleteليا الشرف اني ادخل مدونتك الي من حظي السيئ عرفتها متأخر ودا كان بالصدفه البحته لما قريت تعليقاتك في مدونات اخري ولاحظت دقه استخدام الالفاظ وطريقه التعبير الي بتعبر عن فكر وعي وثقافه كبيره ومن هنا صممت ابحث عن مدونتك لغايه ما لقيتها وصدق حدسي طبعا
انا تعليقاتي اكيد هتكةن متأخره بس ارجو ان يتسع صدرك ليها
انا اول موضوع قرأتههيا هو موضوع المكالمات الهاتفيه التي هزت عرش مصر
ودا انا ليا فيه رائي خاص انه سلاح ذو حدين
الاول يمثل خطور شديده تتمثل في الوصول الي المكالمات الاهاتفيه الخاصه بالرئيس والتي يمكن ان تحمل من الاسرار ما يؤدي الي قلب الكثير من الامور
اما الحد الخر فيمثل فائده اراها في كشف بعض بؤر الفساد مثل النماذج التي ذكرتها في موضوعك ونماذج اخري لم يتم اكتشافها بعد او لمأرب اخري تتم عمليه تأجيل هذا الاكتشاف
والتاريخ يحمل في طياته الكثير من ما نعلمه ومن ما تفنن الدهر في اخفائه
اما الموضوع التاني فكان موضوع الشجره المباركه هكذا يطلقون عليها
واريد سيدي ان اضيف للامثله التي ذكرتها امثله اخري في مجال اخر بحكم دراستي الطبيه
فجميع المرضي في مصر الان يتجهون نحو منحدر شديد الخطور وهيا استبدال العلاج الصحيح بالعلاج البديل او الشفاء عن طريق الاعشاب او السحر او العلاج بماد ما انزل الله بها من سلطان وتؤدي الي هلاك شديد
والملفت للنظر ان المجتمع وبالذات الاوسائل الفضائيه والاعلام المكتوي المتمثل في الصحف هم انفسهم من يروجوا لهذه الافكار الي تسؤدي الي هدم مجتمع باكمله
ياسيدي الكريم المشلكه تتمثل في فقدان الامل والرغبه في النجاه من واقع مؤلم ولو بطريقه مميته
من يتجه ناحيه الخرافات فذلك لانه فقد الامل في الواقع الذي يعيش فيع فأثر اللجوء للخرافات
مثل المريض الذي يأس من الشفاء بالوسائل العاديه فيتجه ناحيه الهلاك بخطي ثابته املا في النجاه من وحش المرض ولا يدري انه بذلك قد وضع نفسه بين فكي الموت
الامثله كثيره سيدي العزيز وكلنا مشتركون في ما وصلت اليه هذه الامه وذلك بالسلبيه واتاحه الفرصه للمهلرجين بان يحتلو الصف الامامي في دنيا الواقع الاليم
اطلت قي كتابتي
ولكني استمتعت بدخولي وقرائتي لكل حرف سطرته يدك الكريمه علي وعد بالدخول مره اخري لقرائه كافه الموضوعات والتعليق عليها لا لأفيدك ولكن تعليقي عليها يمنحني الشرف سيدي
شكرا د جيهان نجم
دكتور ياسر
ReplyDeleteاولا انا سعيدة بزيارة مدونيتى
ثانيا انا اكتر من مبهورة بهذه التدوينة لانى اول مرة اعرف ان مصر كان لها دور فى ازمة السفينة فى الثمانيات انا عارفة ان الرجل اللى رموا فى البحر للاسف كان مليونير كبير السن قعيد
و اول مرة اعرف ان النظام وقتها كان عنده حكاية الاخوة العرب و منا و علينا و لا نسلمهم وبجد دى حاجة جديدة
آدم المصري:
ReplyDeleteوما خفي كان أعظم يا عزيزي
أبو البنات:
ReplyDeleteالهواء الطلق ربما يكون أخف وطأة من المحادثات الهاتفية.. لكن التنصت يظل ممكناً في ظل وجود أجهزة تسجيل وتنصت دقيقة ومتقدمة..خاصةً إن كان أحد أطراف الحديث في الهواء الطلق متعاوناً أو متواطئاً
مجهول:
ReplyDeleteنعم.. خذ بالك جيداً.. كل شيء مكتوب :))
Tota:
ReplyDeleteهكذا تبدو الصورة قاتمة مع بدء عهد جديد يجعل التنصت متاحاً ومباحاً من غير قيود أو إذن قضائي.. لنا الله يا عزيزتي
أسامة:
ReplyDeleteنعم يا أخي العزيز.. كانت التسجيلات الهاتفية بين ماهر الجندي ومحمد فودة تشير إلى رشى من كل نوع: لحم كباب..ولحم أبيض.. وجبات شهية من مطاعم..وإحدى ممثلات أدوار الإغراء
مكالمات لو كتبنا المنشور منها لفوجيء القاريء بالمستوى الذي يمكن أن يصل إليه مسؤولون في بلادنا
اسكندراني:
ReplyDeleteمرحباً بك دائماً يا عزيزي.. وأرجو أن أكون دائماً عند حسن الظن
عبد الهادي:
ReplyDeleteالهدف الرئيسي من التنصت هو البحث عن معلومات مهمة أو نقاط ضعف في الشخصيات التي تخضع للمراقبة..وللأسف يا أخي العزيز فإن التنصت في الطريق بقوة إلينا.. ولا عزاء للحريات التي ينص عليها الدستور و"تعديلاته"
د. جيهان نجم :
ReplyDeleteيسعدني رأيك وتقديري لما تجدينه في هذه المدونة من كتابات.. أما مسؤولية المجتمع بمختلف فئاته وطبقاته عن هذا الانهيار فهو أمر مؤكد.. نحن نظن أن الخطأ يقع على المخطئين وحدهم.. لكن كل من يعرف الصواب ولا يدل عليه أو يواجه الخطأ بدرجةٍ من الدرجات يعد مسؤولاً عما وصلنا إليه من تدهور
زنوبيا:
ReplyDeleteأؤكد لك أنني أعتز بكل شاب أو فتاة مثلك تحرص على قراءة وفهم التاريخ.. وأجد في مدونتك محاولة جادة للفهم والتحليل..قد لا تكون كل الآراء صحيحة أو تستند إلى معلومات ناقصة.. ولكن يبقى أنك تجتهدين وهذا هو الأهم
باجماع 75.9% الغاء سؤال لمدعي الاشتراكي من اين لك هذا بل الغاء المدعي الاشتراكي نفسه. استفتاء اثناء محاكم اماني ابو خزيم مارس 2007م
ReplyDelete