نسافر إلى العام الجديد بجوازات سفرٍ قديمة. نستقبله بوجوه تجرح بشرة الهواء. نُكحِّلُ عيون الفراغ، ونهاجر إلى مدنٍ غامضة. ...
نسافر إلى العام الجديد بجوازات سفرٍ
قديمة. نستقبله بوجوه تجرح بشرة الهواء.
نُكحِّلُ عيون الفراغ، ونهاجر إلى مدنٍ
غامضة.
نبحثُ عن عصافير لا يسوسها أحد، ونشرب
قدح النشوة، ثم نحتمي بالأعذار الواهية.
تحت شجيرة الحياة، طيفٌ يَتَشَهّى
الظِّلَّ:
نهرٌ غيّرَ مجراه، وصورة تُعيرُنا
انكساراتِها، ودُمى يملأ عيونَها الأمل.
أكتبُ لحبيبتي:
«ماذا أقول
عن جسدكِ؟
الكلام ليس فستانًا ليصفه بدقة»
أقاتِلُ نمور الحياة بيدين داميتين، وأتذكر
رفاقًا مثل أوسمة القلب:
حمدين حجاج، الذي ينقضُ على الريح، كي
لا تسرق منه مظلته.
إسلام عادل، الذي يرش البُن على حياته
ليصنع منها حبكة مثالية.
عمرو الهواري، الذي يبحث عن السلوان
وسط ألوان الجوارب والقمصان وربطات العنق الأنيقة.
الأيام تتآكمل، فلأرسم إذن الراحلين
على سطح الماء، قبل أن يتبخر:
يجمع بيليه الجلنار ويدسه في التابوت
وهو يهرول خلف جنازته،
ويبدو أحمد الحجار وضّاءً في موته،
ويرسم محمد أبو الغيط عطش الزهور ويمضي
ويدع جان لوك غودار يده المعروقة على
مقبض الباب
وترمي أوليفيا نيوتن- جون رملها العاري
في شقوق العطش
وتصعد لوريتا لين سلالم الحلم تاركةً
أثرًا من أبنوس الأنوثة
وتُغيّر عنوانها مونيكا فيتي التي تبدو
حمالة صدرها كمشنقة أنيقة
وتهبط فرشاة مارغريت كين عن لوحة «العيون
الواسعة».
يدق قلبي كجرس صدئ، فأدْخُلُ دربَ
البُكاء. ربما مكنتني الحياة الطويلة من أن أخفي موتي.
الموت طعنة تختبئ في قفاز الملاكم، فلماذا
لا ندع الأشباح تروي قصتها المحذوفة؟
الشتاء لم يأتِ بعد، لعل طقس المدينة مقرونٌ
بحَرارَةِ القُبَل على شفاهٍ شاحبة.
في مستهل العام، نضع في أصابعنا خواتم
الوقت، وتتدفق أرواحنا كما قصيدة كاملة.
ردود