فجأة، سيطر العنتيل على عقول المصريين واهتماماتهم. هذا على الأقل ما تؤكده بيانات محرك البحث الأشهر جوجل، الذي تفيد تقاريره بأن ...
فجأة، سيطر العنتيل على عقول المصريين واهتماماتهم.
هذا على الأقل ما تؤكده بيانات محرك البحث الأشهر جوجل،
الذي تفيد تقاريره بأن كلمة "العنتيل" تفوقت على جميع الكلمات التي
استخدمها المصريون في عمليات البحث على محرك البحث العالمي "جوجل".
واستخدم المصريون مجموعة من كلمات البحث احتلت خمسة
مراكز في عمليات البحث على محرك "جوجل"، وجاء في المركز الأول عبارة
"عنتيل الغربية"، وفي المركز الثاني "جنازة معالي زايد".
وفي المركز الثالث بحث المصريون بكلمة
"العنتيل"، وفي المركز الرابع "عنتيل المحلة"، وفي المركز
الخامس "عنتيل السنطة"، وفي المركز السادس "عنتيل النور".
وكلمة "عنتيل" لها أصل في اللغة الفرعونية
القديمة حيث كان الاسم بـ"أنتوري" وتعني "الرجل الناضج"، ثم
تُرجمت بعد العصر القبطي ليكون معناها الرجل القوي وحمل اسم "عنتوري"،
وبمرور الأيام وتعاقب السنوات وكثرة الأجيال حُرفت الكلمة ليكون اسمها الدارج
"عنتيل" وتحمل معنى الرجل الذي يستعرض فحولته الجنسية عبر علاقات متعددة
مع النساء، وبطبيعة الحال ومع تطور التكنولوجيا، أصبح تسجيل هذه الممارسات جزءًا
من طقوس الفحولة سواء للتباهي أو لابتزاز الضحية.
ما بين هذا اللقب وبين تهافت الناس على معرفة
أخبار"العناتيل الجدد" أو مشاهدة أفلامهم تضيع ملامح الجريمة وانحراف
الطباع ويبقى بريق الشهرة أو الشهوة فى أذهان المراهقين والشباب، وللأسف يؤكد
علماء النفس والاجتماع أن زيادة معدل الاهتمام بهذه النماذج في أي مجتمع مرتبط
بزيادة نسب الضعف الجنسي فيه، فيكون هذا الاهتمام نوعـًا من الإسقاط النفسى الذي
يلجأ له الأفراد بشكل لا شعوري لإخفاء ضعفهم وعدم قدرتهم، ولا يخفى على أحد أننا
نستهلك منشطات جنسية بنحو 15 مليار جنيه سنويـًا.
وتزداد مساحة انتشار وتداول هذه الفضائح في بلد يعشق
الهواتف المحمولة ويقتني أحدثها رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وفي وطن أصبحت
أجهزة الكمبيوتر وسيلة لتبادل وتداول ملفات وسيديهات الجنس بدلاً من ملفات الأبحاث
والكتب.
هكذا يكون المصريون أمام فضيحة يلتهمها الآخرون بنهم:
اللقطات الحميمة على شريط فيديو. وحينما يتحول الفراش إلى استوديو، تلتهب مشاعر
"الجمهور" من المحيط إلى الخليج.
تزداد الإثارة كلما كان بطل الفضيحة نجمـًا من نجوم الفن
أو السياسة.
إنها شهوة اختلاس الفرجة واستراق السمع إلى رجال ونساء
النفوذ -المالي والاجتماعي- والسلطة -السياسية والدينية- وهم متلبسون بإرضاء
رغباتهم على شريط فيديو.. بل إن البعض يرى أنها نوعٌ من التشفي -المصحوب بالتلذذ-
في هؤلاء الذين ينعمون بالشهرة والمال والنفوذ.
تلك الشراهة نحو معرفة ما يفعل الآخر، لها أسبابها
النفسية وربما دوافعها الشخصية، لكنها تفرز مجتمعـًا ينحي المبادئ الأخلاقية جانبـًا
عندما يتعلق الأمر بفضائح الآخرين الموثقة بالصوت والصورة.
يفضل "الجمهور" عادةً أن تكون
"بطلة" الفضيحة المصورة فنانة (من الطرب إلى التمثيل والرقص)، ربما لأنه
تستقر في ذهن كثيرين صورة ذهنية سالبة مفادها أن الممثلة أو الراقصة هي امرأةٌ
"سوبر" مكتملة الأنوثة تتقن لعبة الفراش ويسهل الوصول إليها.. وكوكبٌ
يصبح غزوه إنجازًا يستحق التباهي والتفاخر في الأوساط الخاصة.
على درب الفضيحة، تتنوع وجبة "الفرجة" لتشمل
مختلف الأصناف والفئات والشرائح الاجتماعية.. المهم أن يكون هناك
"عنتيل" وامرأة.. وبينهما كاميرا تصوير.
في أقل من عام واحد كانت مصر على موعد مع 5 عناتيل،
اختلفت ظروفهم وتنوعت أفكارهم لكن بقيت تصرفاتهم متشابهة، حيث ممارسة الجنس برغبة
من ترضى، أو مواقعتها من أجل المال، مع تصوير العلاقة كاملة في فيديوهات جنسية
يحتفظ بها صاحبها ، لتكون الصدفة سيدة الموقف في فضح الأمر.
أول العناتيل هو عبدالفتاح الصعيدي، مدرب الكاراتيه
بنادي بلدية المحلة، الذي سقط في مارس من عام 2014، ووقتها انشغل الرأي العام به
كون أن أغلب من أقام معهن علاقات جنسية من بلدة واحدة.
ومن صالات التدريب إلى قاعات المحاكم، انتقل عبدالفتاح
الصعيدي، الذي حوكم وعوقب بعد إدانته بممارسة الجنس مع 35 سيدة والتسبب في إشاعة
أفعال مخلة بالآداب، وتصوير نساء في وضع مخل ونشرها في المجتمع، مما يشجع على
ممارسة الرذيلة.
ومن متعة شخصية كان المدرب المذكور حريصـًا على تسجيلها
وحفظها على حاسوبه الخاص، للنساء اللاتي كان يواقعهن في غرفة ملحقة بصالة التدريب،
انطلقت شرارة الحكاية، خاصة بعد أن طلب عبدالفتاح الصعيدي من قريب له إصلاح
الحاسوب لعطل طرأ عليه، فعثر الأخير على ما رأى أنها "غنيمة" أو
"فضيحة"، وأبلغ السلطات عن الصعيدي وتسجيلاته المصورة مع نساء من مختلف
الأعمار.
زاد موقف مدرب الكاراتيه صعوبة، بعد أن أقام زوج مقيم في
السعودية دعوى زنى ضد زوجته والصعيدي بعد أن شاهد تسجيلاً مصورًا للزوجة وهي في
أحضان مدرب الكاراتيه
وفي مايو الماضي جاء ثاني العناتيل إبراهيم المهدي، فقد
تسبب ظهور فيديوهات جنسية جديدة لمدير مركز الشباب في مدينة إيتاي البارود بمحافظة
البحيرة، في اشتعال الأوضاع داخل المدينة الهادئة، حيث تداول شباب المدينة 31
تسجيل فيديو للفضيحة عبر المواقع الإباحية، وتبين أنه أقام علاقات جنسية مع عدد من
النساء داخل مركز شباب قرية قليشان، إما بالموافقة دون مقابل وإما بمقابل مادي 100
جنيه. غضب أهالي الضحايا دفعهم إلى حرق منزله، ومنازل بعض أقاربه، ومحل الكوافير
والاستوديو الخاصين به.
ومضت خمسة أشهر ويجيء شهر أكتوبر ومعه سقوط العنتيل
الثالث المعروف إعلاميـًا بعنتيل دمنهور والذي يعمل مقاولاً معماريـًا، لكن قضيته
لم تشتهر كثيرًا حيث تم إخلاء سبيله هو وعشيقته بكفالة 5 آلاف جنيه لكل منهما.
وفي نوفمبر الجاري، انتشرت قصة "عنتيل
الغربية" الملتحي، بعد نشر خبر على المواقع الإخبارية عن اكتشاف شاب أثناء
إصلاحه عطلاً في جهاز "لاب توب" لرجل ملتحي، مجموعة من الفيديوهات تجمعه
بنساء في مشاهد فاضحة.
الكل يتفرج على فضائح العنتيل الجنسية، لكن الكل أيضـًا
يهاجمه ويتبرؤ منه، من المواطن العادي إلى حزب "النور" السلفي الذي قال
إنه لا علاقة له بالمدعو ممدوح حجازي، صاحب شركة الدعاية والإعلان في قرية أبو
الجهور بمركز السنطة في محافظة الغربية. أما زوجته وتدعى «مريم.ا» فقد هاجمت
المحتشدين أمام المنزل –بعد هروب زوجها وتواريه عن الأنظار- قائلة: "إن زوجها
راجل ولا يعيبه أي شيء ولم يجبر أي سيدة من اللاتى ظهرن معه في الفيديوهات على
الذهاب إلى الشركة، حيث إنهن كن يذهبن إليه بمحض إرادتهن لممارسة تلك الأفعال،
وعلى كل رجل أن يحكم زوجته ويلمها قبل مهاجمة زوجي".
إذًا، من الذي يسعى جاهدًا لشراء سيديهات حجازي، علمـًا
بأن سعر أسطوانات الفضيحة الجنسية يبدأ سعر نسخ الواحدة 5 جنيهات للمقطع الواحد
وتصل إلى حاجز 100 جنيه لدى الباعة الجائلين، ومعظم محال الكاسيت والفيديوهات
المنتشرة على مستوى قرى ومراكز محافظة الغربية. بل إنه يتم تداول الفيديوهات
الخاصة به عبر الهواتف المحمولة، ومواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر.
ووصل الأمر إلى أن عددًا من سائقي التوك توك أطلقوا على
شارع المحطة، الكائن به مقر شركة المتهم بكونه "عنتيل الغربية"، اسم
"حجازي"!
في الشهر الجاري أيضـًا، قال مسؤول أمني بمديرية أمن
الغربية إن قوات الشرطة وتحريات المباحث رصدت فيديوهات جديدة لعنتيل خامس يعمل
محاميـًا حرًا، وأضاف أن العنتيل الجديد فى العقد الخامس من العمر، وتم رصد
فيديوهات مسربة له أثناء ممارسته الرذيلة مع 5 سيدات.
وفي سبتمبر 2011، قبضت قوات الأمن المصرية على منتج
سينمائي شهير بتهمة تصوير أفلام لعدد من الفنانات والشّخصيات المعروفة أثناء
ممارسته الجنس معهن قبل تحقيقهن الشهرة، وذلك لإجبارهن على العمل معه وحده من دون
شركة أخرى.
ورصدت مباحث الجيزة 53 فيلمـًا لعدد من الفنانات وضعها
المنتج السينمائي على الإنترنت، حيث تمت مداهمة مقر شركته، لتضبط قوات الأمن
أسطوانات تحوي أفلامـًا إباحية خاصة بالمتهم مع الفنانات، وتبين أن معظمهن من
الفنانات الشهيرات خلال السنوات العشر السابقة لواقعة القبض، بالإضافة إلى 5
فنانات لبنانيات.
وفي مطلع العام 2003 انتشر في أنحاء مصر شريط جنسي
للراقصة دينا ورجل الأعمال حسام أبو الفتوح صاحب توكيل سيارات "بي إم
دبليو". دينا، التي أنكرت علمها بعملية التسجيل، قالت إنها كانت متزوجة من
أبو الفتوح عرفيـًا في العام 1993 الذي شهد تسجيل علاقتهما الحميمة في شقة رجل
الأعمال في لندن.
لم يكن شريط دينا هو الشريط الوحيد في القضية التي كان
أبو الفتوح يحاكم بسببها أمام القضاء (وهي في الأساس قضية مالية، غير أن التسجيلات
تسربت بعد تفتيش الشرطة للفيلا التي كان يملكها!).. فقد كانت هناك تسجيلات مصورة
منها 11 شريطـًا لمطلقة ابن مطرب شهير راحل، وشريط لابنة وزير سابق ترك السلطة منذ
سنوات بعيدة، وآخر لزوجة رجل أعمال كان يقضي عقوبة السجن في قضية مالية، وشريط
لمطربة غير مصرية رمزوا لها بالحرفين (ف. س.)، وشريط لزوجة رجل فنادق شهير. صحيح
أن عدد بطلات تسجيلات حسام أبو الفتوح يتجاوز الثلاثين من سيدات المجتمع وبنات
العائلات، غير أن دينا كان لها نصيب الأسد من التركيز الإعلامي.. ربما بحكم شهرتها
كراقصة.
انتشر الشريط الجنسي مثل النار في الهشيم وانتقل من
القاهرة إلى الأقاليم ثم زحف إلى الخارج من أجل عيون المغتربين في إطار ما يمكن أن
نسميه: تصدير الفضيحة.
في صيف عام 2002، ظهر أول عنتيل في مصر.
حدث ذلك حين تسربت من قبل الأفلام الإباحية الخاصة
بفضيحة طبيب الأسنان المصري محمد العجماوي، الذي كان يعالج في عيادته الفخمة في حي
الدقي عددًا كبيرًا من سيدات المجتمع والفنانات والمذيعات.
في التحقيقات، قال الطبيب إنه كان يصور بكاميرا الفيديو
تلك اللحظات للاستخدام الشخصي، ودفع بأن مطلقته تمكنت من سرقة هذه التسجيلات
المصورة القديمة من منزله بغرض الانتقام. وسرعان ما انتشرت تلك المشاهد في الأسواق
وباعها البعض تحت اسم "فيلم الدكتور".. وضمت التسجيلات 14 امرأة، من
بينهن ممرضاته الثلاث. غير أن العجماوي نال حكمـًا بالبراءة في أكتوبر من العام
نفسه، بعد أن أثبت عبر محاميه أنه لم يكن وراء نشر هذه التسجيلات
"الخاصة" التي قال إنها صُوِّرَت كلها بالتراضي ودون إكراه.
ردود