الخامس من يوليو تموز عام 1977 يوم ثلاثاء عادي، لم يكن ينذر بأي جديد في العاصمة البريطانية لندن..لولا البلاغ الذي تلقته شرطة اسكتلنديارد يفيد...
الخامس من يوليو تموز عام 1977
يوم ثلاثاء عادي، لم يكن ينذر بأي جديد في العاصمة البريطانية لندن..لولا البلاغ الذي تلقته شرطة اسكتلنديارد يفيد بالعثور على جثة في شقـّة مؤجـّرة مفروشة في شارع هارلي ستريت في لندن
كانت الجثة لرجل يرتدي البدلة كاملة ومازالت في يده حقيبة.. تم فتحها فوجدوا فيها مليون جنيه استرليني عدا ونقدا
ويبدو أنه كان من الصعب الإلقاء بالضحية من الشباك أو الشرفة، كما أنه كان ثقيل الوزن شديد البدانة، فاكتفى الجاني ـ أو الجناة- بضربه على رأسه بآلة حادة فجرت شرايين النزيف حتى فارق الحياة.. وظل ملقى على أرض الحجرة في الشقة المفروشة لمدة عشرة أيام
تبين من التحقيقات أن الجريمة وقعت ليلا، في وقت كانت فيه حفلة صاخبة في أكثر من شقة بالعمارة. وأغلب الظن أن هذه الضجة كانت متعمدة كي لا يسمع أحد صراخه وهو يموت بتلك الطريقة البشعة
وبالرغم من أن الجريمة وقعت على أرض بريطانية، فإن شرطة اسكتلنديارد لم تجد في الجريمة ما يغري بمواصلة التحقيق فيها..فأغلقت الملف وقيدتها ضد مجهول
دعونا نتذكر أن رئيس الوزراء المصري محمود فهمي النقراشي باشا بعد أن قتله عبدالمجيد أحمد حسن عند مصعد وزارة الداخلية صباح يوم الثلاثاء 28 ديسمبر كانون أول عام 1948..وجدوا في جيوبه ثلاثة جنيهات وخمسة وعشرين قرشاً سلموها لزوجته
وعلي شفيق واحد من الشخصيات السياسية التي كانت مطلعة على العديد من الملفات والأسرار أيام عمله كمدير لمكتب المشير عبد الحكيم عامر، والسيرة الذاتية لهذا الرجل تحمل في طياتها الكثير والكثير من أسرار أهم فترة في تاريخ مصر منذ قيام الثورة في يوليو تموز 1952 وحتى بعد حرب يونيو حزيران 1967
وبعد هزيمة 1967، أمر الرئيس عبد الناصر باعتقال كل دفعة 48 - دفعة شمس بدران وعلي شفيق- وتقديمهم جميعا للمحاكمة
كانت مها صبري - صاحبة أغنيات "ما تزوقيني يا ماما" و"امسكوا الخشب" و"وحشني كلامك"- تمتاز بجمال أنثوي من النوع الذي يدير الرؤوس، وربما يتذكرها البعض في دور الراقصة الدلوعة في فيلمي "بين القصرين" و"السكرية" المأخوذين عن ثلاثية نجيب محفوظ واللذين أخرجهما حسن الإمام للسينما في عامي 1964 و1973 ..كانت زيجات مها الثلاث السابقة قد انتهت بالفشل، فقررت التركيز على طموحها الفني، ورعاية ثمار زيجاتها، وهم الأبناء مصطفى ونجوى وفاتن
غير أن القدر وضع في طريقها حبا جديدا
بقيت جريمة قتل علي شفيق لغزا في الأوراق الرسمية التي تحتفظ بها شرطة لندن..شأنها شأن ملابسات وفاة أشرف مروان وسعاد حسني والليثي ناصف
الموت الذي يقذف بالمصريين من الشرفات ليس كل ما يربط بين القاهرة ولندن
فقد بقيت المدينة مقصد ومقر إقامة أسماء كثيرة وكبيرة حتى يومنا هذا..من "المايسترو" صالح سليم رئيس النادي الأهلي المصري طوال نحو عشرين عاما إلى أن توفي في السادس من مايو أيار عام 2002.. مرورا بالعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ الذي أجريت له هناك العملية الجراحية التي قضت عليه رغم أنه كان يصرخ بأعلى صوته: لا أريد إجراء هذه العملية..ووصولا إلى العقيد شمس بدران الذي كان وزيرا للحربية ثم انتهى به الأمر تاجرا في صناعة الجُبْن
وفي عاصمة الضباب عمل جمال مبارك نجل الرئيس المصري لفترة من الزمن في القطاع المالي والمصرفي.. وإلى لندن كان يسافر رئيس حزب الغد المعارض أيمن نور لحضور المؤتمر السنوي لحزب العمال.. وفي لندن تحول عمرو خالد من داعية محلي إلى واحد ضمن قائمة أهم مئة شخصية تأثيرا في العالم والتي أعلنتها مجلة تايم الأمريكية في عام 2007
وفي لندن أيضاً دارت تفاصيل القضية الغريبة التي وقع في حبائلها الدكتور ممدوح حمزة -الذي يتمتع بسمعة دولية كمهندس حاز عددا من الجوائز الدولية منها تسع جوائز لبنائه مكتبة الإسكندرية- بعد توجيه اتهامات مريبة له، تتعلق بالتحريض على قتل أربعة مسؤولين مصريين..قبل أن يخرج بريئاً بعد سنوات من السجن والمعاناة دون أن نفهم لماذا جرى ما جرى
غريب أمر تلك العلاقة بين القاهرة ولندن
علاقة تبدو مثل الزواج الكاثوليكي..لا تنتهي عادة إلا بالموت
احييك بشدة علي كل كلمة
ReplyDeleteفعلا القضايا دي عجيبة?
بس الاعجب هو سكوت الدولتين مصر و بريطانيا
و الاعجب بالنسبة ليا ان مدينة زي لندن تصبح فناءا خلفيا
لدول و مخابرات للقيام بعملياتها القذرة هناك
رغم ان فيها بس شئ واحد ممكن يكشف اي جريمة
و هو نظام الكاميرات اللي فيها اللي بيسجل لحظة بلحظة
كل سنتيمتر هناك يعني لو راجعنا صور الكاميرات اللي فى الشارع
اللي مات فيه اشرف مروان هنعرف مليون في المية مين
صاحب العملية?
الكلام ده صحيح 100 في المية انا لياواحد صاحبي شغل في المركز
الرئسي لمراقبة الشوراع
باقول لحضرتك لو نملة عدت من لندن قول بس التوقيت و هما يجيبولك
صورتها و هي بتتمشي و اشترت اية و كانت لابسة اية?
مش غريبة بعد كل دة كلمة مجهول دي?
تحياتى
محمد حسن
فنلندا
emhassan2001@yahoo.com
هاقولك علي حاجة اظرف بجد و ممكن تساعد
ReplyDeleteلو حد هنا يفتكر كان في المصري اليوم مقال عن
اربعة مليارات موجودين في اوروبا باسم واحد من الحرامية
و ان السفارة المصرية في احد العواصم الاوروبية الكبرى
كل ما تيجى تودع الفلوس في اي بنك يرفضوا
و ان الفلوس بتاعة الحرامي دة مش عارف يعمل فيها اية
انتا عارف يا باشا مين اللي فضح الاربعة مليار دول?
اشرف مروان
و لا تعليق
محمد حسن
فنلندا
محمد حسن
ReplyDeleteنحن يا صديقي نعيش حالة من الغموض في كل شيء..حتى الموت يبدو غامضا تتراقص حوله علامات الاستفهام
كاميرات التصوير والمراقبة؟
يبدو أن الحكاية أكبر وأكثر غموضا من أن نستوعبها ونعرف الطريق إلى فك طلاسمها
ياسر
ReplyDeleteاحييك علي مواصلة عرضك الشيق
وبالفعل كما انتهيت دائما انتهي بالتساؤل ما الرابط بين القاهرة ولندن
.....
كالسؤال الدائم ايضا الذي يدور بخلدي وهو ما علاقة لندن بالجماعات الاسلامية المتشددة او حتي المعتدلة علي مدار ما يقرب من ثلاثين عاما ربما تقننت نسبيا بعد احداث لندن الاخيرة
........
علي كل حال سيبقا الوضع لغزا محيرا
احييك علي موضوعيتك وعرضك الرائع
مجهول
ReplyDeleteهي سلسلة من الألغاز المتداخلة التي تزيد الوضع ارتباكا
وعطفا على كلامك، دعونا نتذكر أن الدور التاسع من "ستيوارت تاور" ضم شقة ياسر السري الأصولي المصري الهارب من حكم غيابي بالإعدام بعد إدانته بالضلوع في محاولة اغتيال رئيس وزراء مصر سابقا الدكتور عاطف صدقي في عام 1993
وقد ترددت أنباء عن أن السري ساعد منفذي عملية قتل أحمد شاه مسعود، الزعيم السابق لقوات التحالف الشمالي في أفغانستان عام 2001
As usual informative and great Dr.Yasser ,thanks for giving me this information ,well not me but all of us
ReplyDeletewell I guess Egyptians should not go London anymore
Ironically my family is related to the family of Doria Shafik ,the famous femninist ,her family is not related from near or far to Ali Shafek but when he was killed ,they found telegrams and people asking them about what happened , it was provoking for them
anyhow Doctor ,my blog in one of my posts regarding Sherif El-Falali,I found unusual commenter , of course I am not sure of the identity ,but it is interesting
My dear Doc as a pro I ask to see that if I replied in the right way or not
sorry I am not sure that I posted the comments link please pardon I am sick today and can't see in front of me
ReplyDeletehttps://www.blogger.com/comment.g?blogID=8003335&postID=5943352311621847603
Zeinobia
ReplyDeleteأشكرك يا عزيزتي
دعيني أولا أقول لك إن تساؤلاتك منطقية تماما بشأن قضية شريف الفيلالي الذي توفي في السجن حيث كان يقضي عقوبة السجن لمدة خمسة عشر عاما عقب بإدانته بالتجسس
من جهة ثانية، ألتمس العذر لمن يتساءلون عن عمرك الحقيقي ولا يصدقون أنك في سن الثالثة والعشرين، لأنه أصبح من الصعب وجود فتاة في مثل عمرك تهتم بقراءة التاريخ وتقليب صفحات الصحف وطرح تساؤلات بحثا عن الحقيقة
أنت قارئة تاريخ ممتازة
ايه الموتة البشعة دى حسيت كأنى شفتها بعينيا هى تجارة السلاح بتعمل كل ده يتخللى الناس تلغى عقلها وقلبها بالشكل ده وارجع اقول كل واحد بياخد جزاءه من جنس عمله لندن خلاص بقت بلد الموت .. واخيرا الربط ده هايل بجد .. وبرضه حستنى المزيد ... خالص تحياتى
ReplyDeleteNona
ReplyDeleteأهلا بك دائما في هذه المدونة
القتل هنا كان رسالة تتجاوز علي شفيق..ولكل عالم -حتى تجارة السلاح-نظامه الخاص الذي يعاقب بشدة كل من يتمرد عليه
د.ياسر
ReplyDeleteتدويناتك او بالاحرى تحقيقاتك دائما ممتعة وثرية بالمعلومات التى اقرأ تفاصيلها غالبا لاول مرة
سأتابع قراءة هذه السلسلة بالذات لعلى اعرف السر فى عدم القبض على رئيسى فى عملى السابق المليونير الاخوانى والذى فر الى لندن وحصل على الجنسية البريطانية بعد ان حكم عليه فى مصر بالحبس لمدة خمسة عشر عاما بسبب قضية تزوير استطاع فيها ان ينصب على الحكومة فى اكثر من ثلاثين مليون جنيه
اليس هناك اتفاقية بين مصر وبريطانيا لتسليم المجرمين الصادر بحقهم احكام ؟؟
U3m
ReplyDeleteصديقي العزيز..قائمة الهاربين إلى لندن تطول..ممدوح إسماعيل يقيم هناك وفي رقبته دماء أكثر من ألف شخص راحوا ضحية غرق العبارة التي يملكها..وغيره الكثير
هل ننجح في إعادة أمثال هؤلاء الهاربين؟ الإجابة معروفة سلفا..في ظل غياب الاتفاقات الملزمة بين الطرفين، واختلال العلاقات بين الدول، وحسابات المصالح، وتقاعس ـ أو إن شئت تواطؤ- الجهات المعنية عن ضبط الهاربين من أحكام القضاء
أعاننا الله على هوان دمائنا واستباحة حقوقنا