من يدفن من: صدام حسين أم قتلته؟ ربما تكون السابقة الأولى في التاريخ: قبر طاغية يقود المعارضة. طاغية مستبد يتطهر ال...
ربما تكون السابقة الأولى في
التاريخ: قبر طاغية يقود المعارضة.
طاغية مستبد يتطهر الآن من آثامه؛ لأن شعبه يكتشف تدريجيـًا
أن القاتل ليس بأي حال أفضل من القتيل.
في المشهد المرتبك، تختلط التفاصيل وتتداخل الأسماء
والوقائع، ويوضع
التاريخ في الثلاجة.
جثة صدام تتسلل الآن من قبرها في العوجة وتنزل في مدن وبلدات وأسواق
الرمادي وبعقوبة وتكريت والفلوجة والموصل؛ لتحرض أهلها على الثأر والمقاومة.
جثة الرجل الذي حكم العراق بقبضة من حديد منذ عام 1979
وحتى سقوط نظامه في 9 أبريل 2003، وألقى بالعراقيين في
أتون حروب ومعارك وغزوات ونزوات طائشة ومميتة، تنادي الآن الناس وتقود الهتاف
"يحيا العراق"، في وقت كان قتلته يهتفون باسم رموز ذات طابع مذهبي.
ومن المفارقات المضحكة أن يغتسل صدام من كل جرائمه في
غرف حكومة نوري المالكي؛ ليخرج إلى العراقيين "زعيمـًا وطنيًا"، مثلما أظهرته جلسات
محاكمته رجلا رابط الجأش يتحدث في ثقة ويتحدى في قوة ليفحم القضاة
ويربك الجلادين.
هكذا لم يكن القتلة مجرمين فقط.. وإنما أيضـًا أغبياء.
فالقتلة الذين جاء بعضهم على ظهر دبابات الاحتلال وأضافوا
ملايين الدولارات إلى أرصدتهم في البنوك بعد أن قبضوا ثمن التواطؤ مع المحتل
والرشى على يد المقاولين الجدد.. رأوا أن تصفية صدام أهم
بكثير من تصفية الوجود الأجنبي في العراق وإعادة النظر
في قرار حل الجيش وقانون اجتثاث البعث.. وتوهموا أن غياب الرجل سيخمد نار الغضب في صدور أبناء وطن يقف على حافة التقسيم ويغلي
تحت مرجل الحرب الطائفية
وينزف جسده يوميـًا المزيد من
الدماء.. وظنوا أن دفن الدكتاتور يحظى بأولوية تسبق التخلص من
الفئوية والولاء المزدوج.
ونسي هؤلاء أن إعدام صدام في هذا التوقيت وعلى هذا
النحو، خطأ سياسي وتاريخي لن يساعد العراق على طي صفحة الماضي.
نعم، صدام ارتكب جرائم بشعة وانتهاكات عدة بحق
شعبه ووطنه وجيرانه، لكن الإعدام في هذا التوقيت الخاطئ
وعلى يد مجموعة من القتلة ليس أقل بشاعة؛ لأن الأمر يتعلق الآن بمصير بلد عربي أجلسوه بالقوة على أرجوحة الطائفية.
هذا التشفي الذي أطل من عيون الملثمين
الذين نفذوا حكم الإعدام في الرئيس العراقي السابق، يتحول الآن بفعل فاعل إلى
لعنة.. هذه الروح الطائفية المقيتة التي تلذذت بتنفيذ حكم الإعدام في صدام ،بعثت برسائل واضحة إلى الجميع مفادها أن الحرب الأهلية على
الأبواب في العراق
هل لاحظتم المفارقة الدامية: صدام مكشوف الوجه.. وقاتلوه يخفون ملامحهم وراء الأقنعة السوداء؟
لم يجد القتلة أسوأ من هذا التوقيت لينفذوا الحكم
الذي أرادوه.. وإلا فما معنى أن يأتي تنفيذ الحكم في الشهور الحرم وفي أول أيام
عيد الأضحى
المبارك الذي تتجسد فيه وحدة المسلمين ويسود التقارب بينهم.. وملايين الحجاج تبحث عما يوحدها لا عما يُذكرها بما يفرقها.
لم يحترم زعماء الميليشيات التي تقود فرق
الموت في العراق هذه المناسبة العظيمة وهيبتها ومكانتها في نفوس وضمائر المسلمين..
ولم يراع هؤلاء أن الإعدام يحدث في يوم يرمز إلى التسامح.
ألقت حكومة المالكي بعود ثقاب في منزل من القش وأدارت
ظهرها؛ نفخت في نار المذهبية لتذكي روح الثأر والانتقام
قبل أن تبتسم لشياطين تصفق ابتهاجـًا
بوليمة الدمار المنتظر كأنه
رائحة شواء.
نسي المالكي
وإبراهيم
الجعفري وموفق الربيعي
وأحمد الجلبي ومن لف لفهم، أن إعدام صدام كأنه خروف العيد
ليس سوى عمل أخرق
نفذه عدد من أصحاب الأقنعة، في
وقت كان العراقيون يلملمون فيه أوراق مؤتمر المصالحة
الوطنية الذي عقد في بغداد
قبل الإعدام بأيامٍ قلائل.
أهي روحُ
العدل أم خَبَثُ الطائفية
المنتنة؟
إن العدل ليس انتقامـًا شعبويـًا،
والدولة ليست تنظيمات مغلقة تعلن ولاءها للخارج أكثر من الداخل، والنظام ليس أفرادا
يرتمون في أحضان الغير ويقبلون أيادي زعماء الطوائف.
في العدل
قصاص، لكن الملثمين الذين
يقودون العراق الآن أغفلوا حقيقة مهمة وهي أن الدولة تقتص ولا تنتقم.
"لا
قُرت أعين الجبناء".
هذه المرة كان صدام على حق.
الجبناء الذين صنعوا محاكمات هزلية ومعيبة تخضع للرقابة
والمونتاج.. وعمدوا إلى تغيير القضاة كلما حاول أحدهم أن يظهر قدرًا من العدل
والحكمة في بلد كان للاحتلال فيه اليد العليا.. ولأعمال العنف الطائفي والمذهبي
والخلاف السياسي الصوت
الأعلى.
الجبناء الذين ارتدوا مسوح الديمقراطية.. هم أنفسهم
الذين يتنفسون هواء مسمومـًا اسمه تراجع الوطن إلى الدرجة الثانية ليحل محله الهوس
والتعصب الكريه.
قد يجادل البعض بأن صدام كان على الأقل "عادلاً"
في جرائمه؛ قتل
وانتهك وعذب جميع خصومه من دون
تفرقة في الملة والمذهب، بينما اختصر الطائفيون الجدد جرائم الرئيس العراقي السابق
فيما حدث للشيعة في بلدة
الدجيل.. ولم ينتظروا حتى تنتهي محاكمته في قضية الأنفال بحق الأكراد لتكتمل فصول المسرحية.
هكذا يصنع الأغبياء أكذوبة البطل والرمز الزائف من جثة دكتاتور جر بحروبه وممارساته المنطقة العربية إلى ما هي
عليه الآن من تشرذم
وانقسام.
هكذا تتأرجح جثة صدام في الهواء قليلاً.. وتتأرجح جثة العراق في الهواء طويلاً.
قد نتحمل جثة صدام الذي قتل وعذب وانتهك الحقوق.. لكن
ماذا عن جثة العراق؟
اللقطة الأخيرة لصدام الآن ليست سوى جزء من الصورة..
الصورة الكاملة ترقد فيها جثة العراق مسجاة كمقبرة
جماعية على خارطة بحجم الوطن
العربي.
أما الجثث الأخرى على امتداد العالم العربي التي ابتلعت
لسانها ومصمصت شفاهها وقالت لمن حولها
"يستاهل"، فهي ترقد في قبور على هيئة قصور رئاسية من زمان.
والجثث التي تنام الآن على وسادةٍ من نار، لا بد أن تنجب
بالضرورة حرائق العنف والخراب.
ولهؤلاء نقول: خرابٌ.. عليكم.
مش عارف اقول لك ايه يا ياسر يا اخويا
ReplyDeleteغباء على رغبة عارمة في الانتقام على عدم حنكة سياسية
على حالة مزرية من تفشي خطاب انتحاري قاتل
على
طائفية كانت مستترة ثم ظهرت بوضوح
على حالة من النفاق الرهيب وعدم المبالاة التامة بالفرد والانسان حقا
وهكذا يصنع البطل الاكذوبة ويصير الديكتاتور الدموي
رمزا
وينسى الناس جرائمه المتتالية
ولا تبقى الا حالة التشفي عند البعض وحالة الرغبة العارمة في الانتقام لكرامة مهدرة متوهمة
ولا حول ولا قوة الا بالله العليّ العظيم
يجدر بنا ان نذكر هنا موقف الرئيس العراقي الكردي جلال الطالباني السياسي المحنك الذي حارب صدام طويلا وكان ضد الظاغية وضد البعث منذ فترة اكبر بكثير من الحكام الحاليين
وكيف انه كان رافضا للاعدام بشكل او بآخر
للاسف ضاع صوته كما ضاعت اصوات كثيرة كالعادة
يعني حيجيبوا من برة يا ياسر؟؟
كل عام وانتم بخير انت والاسرة الكريمة
هكذا لم يكن القتلة مجرمين فقط.. وإنما أيضاً أغبياء
ReplyDeleteحين لمست تناقض مشاعري تجاه الحكم، أنا الكاره لصدام حسين، العالم بجرائمه و فظائعه، حين لمست هذا التناقض .. بل و ربما ميل كفة المشاعر التي لم أكن أتوقع لها يوماً أن تميل.. توصلت إلى نفس النتيجة التي لخصتها حضرتك بالعبارة بالأعلى.
كلما ظننا أننا وصلنا لقمة الخراب فاجئتنا الأقدار بأن هناك المزيد. الله يتولانا برحمته !
عزيزي ياسر
ReplyDeleteكلامك حارق كماء النار ولكنه مطهر حتى العظم.. وضعت اصبعك أو قل أصابعك على مكمن أو قل مكامن الداء وما أكثرها.. ، أشكرك على مساعدة نفسك ومساعدتي ومساعدة كل من وقف مثلنا في الحد ما بين الحرف والخوف، ما بين القهر والموت، ودمت..
جُحَا.كُمْ
أسامة:
ReplyDeleteعندما أكتب هذه التدوينة كانت ترن في أذني كلماتك عن الخطاب الانتحاري.. هذه حالة نموذجية لما تحدثت أنت عنه مراراً وتكراراً.. لكن لا أحد يقرأ وإن قرأوا لم يفهموا
نعم يا صديقي العزيز..هكذا يصنع البطل الأكذوبة ويصير الديكتاتور الدموي رمزاً"
يبدو أنها صناعة يجيدها العرب هذه الأيام
كل عام وأنت وعائلتك الكريمة بخير
شريف نجيب:
ReplyDeleteالطائفية يا عزيزي هي أحد مفاتيح فهم ما يجري في العراق الآن.. جاء إعدام صدام حسين ليدفع كثيرين داخل العراق وخارجها على أن ينظروا بعين الشك والريبة لحكام العراق الجدد الذين يسكتون عن جرائم الاحتلال ويجندون فرق الموت في الشوارع ويمارسون التعذيب في المعتقلات.. لكنهم يتشدقون بالحديث عن العدل والديمقراطية وتحرير العراق من الدكتاتورية
إنهم يجبرون الناس على أن يتعاطفوا مع طاغية قتل وعذب وانتهك حقوق الإنسان وخاض حروباً دموية إقليمية
وهذه مصيبة أخرى
جُحا.كُم :
ReplyDeleteهكذا يا صديقي تتضارب مشاعرنا ونقف في اللحظات المرتبكة نحاول تحديد مواقفنا من أحداث تختلط فيها المعايير وتتداخل الحسابات.. إنها أشبه بمحاولة فصل الزيت عن الماء.. لكننا على الأقل نحاول فهم ما يجري كي نكون أكثر وعياً
والوعي هنا هو المصباح الوحيد الذي يمكن أن يضيء ظلمات النفق الذي نسير فيها الآن
شكراً لك على حضورك
كم كنا محتاجين لهذا التحليل الموضوعي الرصين والهادئ لنفهم مشاعرنا المتضاربة. الآن فهمت لماذا بَكيْت. شكراً ياسر..
ReplyDeleteلكن الإعدام في هذا التوقيت الخاطيء وعلى يد مجموعة من القتلة ليس أقل بشاعة
ReplyDeleteتوقيت خاطئ بالنسبه لمن؟ للعراقيين !! ومن يهتم بالعراقيين أصلا !! المهم أن يكون التوقيت صائبا لبوش و عصابته
قد يجادل البعض بأن صدام كان على الأقل "عادلاً" في جرائمه.. قتل وانتهك وعذب جميع خصومه من دون تفرقة في الملة والمذهب
عزيزى ياسر :) هل تنتمى لخلفيه عسكريه؟ أصل سمعت جملة "المساواه فى العدل ظلم" باقتناع شديد من أحد أقاربى الذى كان ضابطا بالجيش !! و الحقيقه محاولة البحث عن "عداله" ما فى موقف صدّام تجاه خصومه بنظرية "المساواه فى الظلم عدل" هى فى رأيى ظلم لضحاياه و ذويهم ممّن لايزالوا على قيد الحياه !! و هى دليل على نظره عاطفيه لاتزال شعوبنا تنظر بها الى الظلمه السابقين ممّن كانوا إلى الأمس القريب يصبّون عليهم جام غضبهم و لعناتهم !!
لا أشمت فى موت صدّام فلا شماتة فى الموت و الموت خير واعظا !! و تحفّظى الوحيد على التوقيت ذى الدلاله .. و حديث "مشاعرنا" و "كرامتنا" حديث موجّه إلى من لن يصغوا إليه ولم يصغوا إليه أبدا!!
غيداء:
ReplyDeleteطالعت تدوينتك بعد أن كتبت هذه التدوينة.. ووجدت قواسم مشتركة تجعل هذه تفسر تلك.. والعكس صحيح
سعيد لأنك وجدت إجابات على تساؤلات حائرة في رأسك وأسباب لدموع ذرفتها عيناك
شكراً لك
زمان الوصل:
ReplyDeleteالتوقيت صائب بالنسبة لإدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش والمحافظين الجدد.. فالإعدام يأتي قبل أيام من افتتاح جلسات الكونغرس الذي يسيطر عليه الآن الديمقراطيون.. كما أنه يجيء في ظل تصاعد التسخين للانتخابات الرئاسية الأمريكية
أما النقطة الثانية فأود أن أوضح أنني لم أكن متعاطفاً مع صدام لا في حياته ولا في هذه التدوينة.. ولا أريد أن أستفيض في القول بأنه في الوقت الذي كان الصحفيون يتقاطرون فيه على العراق خلال الحرب العراقية- الإيرانية وبعدها لنيل ما تفيض به يد الجود من نظام صدام.. كنت أجمع الدعوات الرسمية والإعلامية لزيارة العراق مثل الطوابع.. ولم أذهب يوماً ضيفاً على نظام أرفض ممارساته الدكتاتورية
قلت في تدوينتي وبوضوح إن صدام طاغية ارتكب انتهاكات بشعة.. لكنني أدنت إعدامه وفي هذا التوقيت بالذات للأسباب التي شرحتها باستفاضة
أما فكرة "المستبد العادل" فهي قديمة وموجودة في تاريخنا العربي بقوة ونماذجها أكثر من أن تحصى.. لكنني قلت إن البعض يجادل بأن صدام كان على الأقل "عادلاً" في جرائمه.. البعض وليس أنا.. كما أنني شددت على جرائمه
وبين طيات السطور سيتضح للقاريء أنني أقصد أن صدام كان دكتاتوراً لا يفرق في معافبة شعبه وجيرانه بالحروب الطائشة والمعتقلات الرهيبة والتصفيات الدموية..غير أنه لم ينطلق من منطلق طائفي.. وإنما كان يرتكب الجرائم بحق الجميع من دون النظر إلى طائفة أو مذهب الخصوم
بل إنني انتقدت منفذي الإعدام لأنهم ببساطة صنعوا من صدام البطل الزائف والرمز الكاذب
وبالمناسبة.. لا أنتمي إلى المؤسسة العسكرية بأي حال من الأحوال:))
خلاص يبقى مفيش خلاف :)
ReplyDeleteاولا كا عام وانت حضرتك طيب يا دكتور
ReplyDeleteثانيا حضرتك كنت منور التلفزيون المصرى
ثالثا عن موضوع الساعة اعدام صدام
انا بشوفها من المنطلق ان صدام كان حاكم ظالم غير عادل و علشان كده كانت نهايته على يد ناس ظالمة عير عادلين
ابتداء من المسرحية الكوميديا السوداء المعروفة باسم محكمة الدجيل مع احترامى الشديد لضحاياها
لغاية النهاية الدرامية فى المخابرات الحربية فى الكاظمية
المشكلة فى اعدام صدام حاجتان موعد تنفيذ الحكم الغبى
و ان الحكم مش من محكمة عراقية او من انقلاب عراقى مثلا زى رومانيا و تشاوسيسكو
الحكم و الامر من سلطة الاحتلال
للاسف الامران جعلوا من صدام لبعض من الناس بطل و شهيد
انا شوفت النهادرة منتديات مصرية لشباب لم يتعد العشرين بيطلق على صدام لقب بطل شهيد
الشباب دول اظن مش فاهمين ان لو صدام ما جاء الامريكان للمنطقة
حضرتك قرأت مقال روبرت فيسيك اليوم فى الاهرام ؟؟!!
نفس الشىء بيذكره
صدام اداة اميركية استغلوها للوصول لغاية معينة و استنفزوها للنهاية و حتى اعدامه ان اظنه فى التوقيت ده يا ما ترضية للشيعة خاصة جيش المهدى من ناحية
ياما لشحن الجو بين الشيعة و السنة فيتم ارسال عدد اكبر من الجنود
التوقيت مثير و غبى لان كالعادة الاميركية لم يتوقعوا الرد الفعل العربى العام
هم توقعوا رد فعل العراقيين حلو اوى لكن لا اعتقد ان الرد الفعل السعودى الرسمى كان متوقع و نفس الوقت الشارع العربى
اما عن المالكى و اخوانه فيكفيه ان العالم معظمه بينتقدوه
زمان الوصل:
ReplyDelete:))
Zeinobia :
كل عام وأنت بألف خير وأشكرك على كلماتك الرقيقة.. نأتي إلى موضوع إعدام صدام.. كلامك له منطق مقبول ومعقول.. لكنني أود أن أشير إلى أن ما جرى يفتح الباب أمام ما هو أكبر من جثة صدام: جثة العراق
فإذا كنا قادرين على أن نتحمل جثة صدام فإن العالم العربي لن يكون قادراً على أن يتحمل جثة العراق.. خاصة أن هناك احتقاناً شديداً بين السنة والشيعة.. وطائفية بغيضة تحكم هذا البلد الكبير
روبرت فيسك أعاد في مقاله التذكير بقضية مطروحة منذ فترة طويلة..والذاكرة تحفظ قصة لقاء جرى في عام ألف وتسعمئة وثلاثة وثمانين على ما أذكر بين وزير الدفاع الأمريكي آنذاك دونالد رامسفيلد وصدام بهدف إمداد العراق بترسانة من الأسلحة خلال الحرب العراقية الإيرانية.. ولا ننسى أيضاً الإشارات التي بعثت بها إبريل غلاسبي سفيرة الولايات المتحدة لدى العراق قبيل غزو الكويت بشأن عدم اعتراض واشنطن على الغزو وتحفظها فقط على مسألة دخول القوات العراقية للأرضي السعودية
إعدام صدام يثبت مجدداً النهاية المأساوية لكل من يخدم بقصد أو من دون قصد أهداف وأطماع الأمريكيين.. واسألوا على سبيل المثال لا الحصر رجل بنما القوي مانويل نورييغا
قرأت في آخر أيام عام ألفين وستة تصريحاً في جريدة "المصري اليوم" للدكتور نصر فريد واصل مفتي الديار المصرية سابقاً يقول فيه إن صدام شهيد وتجوز صلاة الغائب على روحه
وما شاهدته في المنتديات العربية يعد دليلاً آخر على الزيف الذي نعيشه والارتباك الذي نشهده.. ارتباك جعلنا ننسى أن صدام كان طاغية بامتياز.. وها هم الطائفيون الجدد يقدمون بإعدامه في ظل الظروف والمعطيات الراهنة -ومن دون أن يدروا- على تحويله إلى رمز للبطولة والفداء
مشهد يبعث على الذهول..ويمهد لما هو أعظم
عزيزى ياسر
ReplyDeleteلم يكن توقيت اغتيال الرئيس صدام غبيا ابدا بل انة يخدم لاقصى درجة مخططات الفتنة واحراق وتوجية اشد انواع الاهانة لكل للامة كلها
فها هو الاستهتار باليوم الذى من المفروض فية التسامح والاخاء والمساواة يذهب ادراج الرياح
ولقد تدخلت يد المخرج الامريكى لمشهد الاغتيال بلمسات واضحة وجلية لا تخطىء باظهار الهتافات الشيعية وترديد اسم مقتدى الصدر ثلاث مرات وباقر الحكيم كل هذا رسالة واضحة ان من قتل الرئيس هم الشيعة فلم يكن موجودا وقتها اى من السنة او الاكراد
لقد طالت قبضة صدام الحديدية كل المذاهب والطوائف فى العراق من اجل اقامة وطن للجميع ولم يفرق بين اى منهم فى تولى المناصب الهامة وكلنا يذكر ان الصحاف كان شيعيا وان طارق عزيز كان مسيحيا
واستطاع صدام رغم الحصار لمدة احد عشر عاما تحقيق اكتفاء ذاتى من الغذاء لم يستطع غيرة من الدول ان يفعل مثلة ولم نسمع عن قروض من بنوك العراق ذهبت للخارج بدون عودة او ان عقيلتة كانت المحافظ لنوادى الانرويل المشبوهة
لو كنت قد ذهبت الى العراق لكنت قد لمست بنفسك مدى ما تستطيع فعلة فى بلد لا يطلب منك اى تأشيرة دخول او ذلك النظام المتخلف المسمى بنظام الكفيل الذى يتبعة باقى الاخوة العرب من ذوى اللحى والطرحة ويفتح ابوابة لكل عربى كى يعمل ولا يستطيع اى من كان ان يسرق عرقة وكٌدة بل وتستطيع ان تذهب الى الشرطة وتقدم شكوى فى حقة
يا عزيزى لا نستطيع ان نقيم او ان نلصق التهم بالرجل هكذا تحت تأثير الميديا والمؤامرات
والا ان كان هو طاغية ارونى ماذا فعل العادلون
أدهم:
ReplyDeleteأولاً.. كل عام وأنت بخير
ثانياً..أتفق معك في أن القتلة كشفوا عن هويتهم وتوجهاتهم بشكل فاضح.. لكنني أرى أن الطائفيين الجدد ليسوا أفضل حالاً من صدام الذي ارتكب جرائم وحماقات أكثر من تحصى وخاض حروباً ضاعت فيها مقدرات وأرواح العراقيين
قلت من قبل إنني لم أزر العراق بدعوات رسمية.. لكنني زرت هذا البلد أربع مرات على الأقل بصفة شخصية وشاهدت كيف يعيش العراقيون قبل وبعد الحرب العراقية الإيرانية وما تلا ذلك من أحداث مأساوية
لكل امريء محاسنه ومساوئه.. وصدام الذي ألغى التأشيرات ولم يتبع سياسة "الكفيل" و سمح للمزارعين المصريين بالإقامة والزراعة في العراق.. هو نفسه الذي قتل عشرات الآلاف من أبناء شعبه والشعوب المجاورة له في مناسبات ولأسباب أكثر من تحصى
أما الجثث الموجودة في قصور أو قبور رئاسية عربية فهم ميتون من زمان ولا أقيس عليهم أحداً.. لا صدام ولا غيره
نحن الآن أمام مشهد عصيب..يحتاج إلى أن نتأمل في تفاصيله بهدوء لنكتشف المأساة التي نعيشها.. وتلك التي تنتظرنا
رحم الله صدام رحمة واسعة
ReplyDeleteفقد حكت قصة موته دروسا في الشجاعة للعالم كله
حتى يوم موته كان الوحيد الظاهر وكان جلادوه متخفين خلف اقنعة في مظهر عكس فيه الوضع الطبيعي
كل عام وانت بخير
..
ReplyDeleteكل عام وأنت ثابت
..
..
يبدو أن الحياة تحتاج إلى أكثر من الكلام
لفهمها
ليكن الصمت أكثر بلاغة في بلع المشهد
..
إشارة إلى التدوينة في جريدة المصري اليوم
عن تحقيق لـ ندين قناوي بعنوان
إعدام صدام علي المدونات بين الغباء السياسي.. والقصاص العادل
..
رابط التحقيق
http://www.almasry-alyoum.com/article.aspx?ArticleID=43042
كل الود
عزيزى ياسر
ReplyDeleteلا أعرف اذا ما كانت اللحظة تلك مربكة بالفعل أم لا ؟ اذا ما كانت مربكة فى كيفية اتخاذ رد الفعل و ابداء الرأى فذلك لما يمرر لنا باستمرار من وسائل الاعلام
تجمعت عائلتى أول أيام العيد - بعد تنفيذ الحكم - كعادة العائلات فى الاعياد و سمعت الأراء المتضاربة .. يقال الآن من قبل الناظرين لزاوية الطاغية فقط أن صدام قُتل لأنه عميل امريكى تخلصت منه الادارة الامريكية حين نفذت احتياجاتها منه مثلما تفعل دوماً مع رؤساء جمهوريات الموز فى أمريكا اللاتينية
من زاوية المتعاطفين تكلموا انه الرئيس المسلم الذى قتله الامريكان فى أول ايام العيد
هل الرسالة التى يتضمنها قتله فجر أول أمس هدفها الارباك ما بين التعاطف أو الشماتة؟
رؤوسنا أصبحت منكسة شكلاً و موضوعاً .. لا نرى سوى ما يراد لنا رؤيته
الامر واضح
الطاغية قتله مجرمون أغبياء كما قلت ... و على المتضرر تغيير محطة التليفزيون
ماذا بعد؟
خراب علينا نحن
سنمار:
ReplyDeleteمفارقة غريبة بالفل.. لكنها تعكس حال العراق اليوم وربما تمثل مؤشراً على صورة قاتمة تلوح في الأفق إن استمرت الطائفية المقيتة في حكم هذا البلد العربي الكبير والمنكوب بالاحتلال وأذنابه
محمد العشري:
ReplyDeleteكل عام وأنت بخير أيها الصديق والأديب الجميل
جعل الله أيامك أيام خير وعطاء
أشكر على التنويه بما نشرته عن هذه التدوينة جريدة "المصري اليوم" في الصفحة الأولى في عددها الأول من عام ألفين وسبعة..جميل أنهم نقلوا فقرات من التدوينة ووضعوا صورة للمدونة لكنهم أخطأوا خطأ مطبعياً في اسمي.. ومع ذلك فلا بأس.. المهم أن تصل الرسالة
أشكرك ثانية يا صديقي الجميل
سولو:
ReplyDeleteدوائر الجدل التي صنها إعدام صدام حسين لن تزول بسهولة.. فالرجل لم يكن نكرة من النكرات وتاريخه المثير للجدل إضافة إلى الاحتلال الذي تعرض له العراق وطبيعة السياسة والحكم في هذا البلد العربي الآن.. هذه العوامل وغيرها تجعل من الإعدام وتوقيته قضية ستكون ذات تأثير في مسار الأحداث في العراق وربما المنطقة بأسرها
صدام دكتاتور.. لكنه لم يمش إلى الموت مذعوراً.. وحتى الذين أعدموه تحدثوا عن صلابته في اللحظات الأخيرة من حياته.. والشاهد أن المحاكمة المعيبة والمآخذ الكثيرة عليها إلى جانب الأجواء الطائفية لملابسات وشهود تنفيذ الحكم.. تساعد على تغيير نظرة كثيرين إلى رجل كان يحكم بلاده بالحديد والنار
غباء سياسي بالدرجة الأولى.. وقصر نظر يهدد استقرار العراق ويضع المنطقة على مرجل من الاحتقان.. أما صدام فقد جعلوه من دون أن يدروا نموذجاً للبطولة.. وهكذا تختلط الأشياء وتصبح الرؤية غائمة وغائبة
حفظ الله العراق من أخطاء بعض أبنائه وخطايا كثير من حكامه
الصديق العزيز الدكتور ياسر
ReplyDeleteكتب الاستاذ ادهم وجهة نظر جديرة بالاعتبار حقا
وهي ماكان يقال عن اعتزاز صدام بالمصريين و ايضا عن كونه وفر الكثير لمن هاجر من المصريين للعراق وعاش فيها
وهي حقائق لا مراء فيها
وكذلك كون صدام ديكتاتور بالمعنى السياسي للكلمة و كونه دموي فتلك ايضا حقائق لا جدال فيها و الرجل قبل موته لم ينكر مذابح حلابجة و الدجيل و الجنوب
وكما قلت لم ينج من بطشه احد حتى افراد عائلته
اعتقد ان فكرة الابيض والاسود ماتزال تسيطر علينا كعرب وان التفكير العاطفي مايزال هو السائد وهو ايضا ما يعزز انتشار الخطاب الانتحاري و يجعل السياسي بالمعنى السلطوي هو النموذج السائد والذي لا يقف امامه نموذج آخر
هل من الممكن ان ندخل في مجال السياسي بالمعنى التعاقدي حيث لا نحب ولا نمجد اي من الحكام ولكن نختارهم لاداء وظيفة؟؟؟
بمعنى هل يمكن ان نبدء في رؤية الحاكم او السياسي بوصفه يؤدي مهنة وبصرف النظر عن علاقتنا به او عن عواطفنا؟؟
مثله في هذا مثل الجزار و الطبيب وغير ذلك .. ويكون التقييم في هذه الحالة مبني على معايير الكفاءة الوظيفية في الاساس؟؟
لا ادري وخاصة اننا نذهب في كثير من الاحوال الى الطبيب والجزار على اساس علاقات شخصية و استلطاف وليس على اساس وظيفي
مرة اخرى اشكر الاستاذ ادهم على وجهة نظره المهمة و
التي اتمنى ان تحظى بمناقشة هادئة
خالص التحيات
اسامة القفاش
صدام لم يمت..
ReplyDeleteصدام (الطاغية) موجود داخل الكثيرين
روح صدام هي التي تحتاج إلى إعدام عاجل
لأنها استوطنت نفوس الكثيرين، نراها في الطائفية والتفجيرات وسياسات من تولوا بعد صدام
:(
لقد أعدموا جسدا فقط
العزيز ياسر
ReplyDeleteبتأرجح صدام ارجوحة الموت الاخيرة تأرجحت العدالة الدولية لكن لا الا اتزان بل الى ميل لا يجب ان تصف به عدالة
طريقة محاكمة صدام كانت بالمعنى الصريح مشينة
عندما تطرد المحامية اللبنانية من قاعة المحكمة اكثر من مرة عندما يتحدث القاضى باللغة المهينة لصدام امرا اياه ان يقف لانه هنا متهم وليس رئيس دولة فيرد صدام بغضب انه يحترم المحكمة عندما تكون عادلة اما هذه المحكمة فلا احترام لها
عندما يشهد كوفى عنان بكلمته اين العراق الان من عراق صدام
عندما نرصد عدد القتلى فى عهد صدام الذى دام ما يقرب من 24 عاما بحوالى مليون عراقى بينما فى خلال 3 سنوات وصل العدد الى 650 الف قتيل
لم ننكر ان صدام كان قاتلا لكن لا ننكر ايضا ان عراق صدام كانت قوة لا يستهان بها فى المنطقة العربية
ولانه حافظ عليها بهذه القوة كان حقا وعدلا ان ينال محاكمة عادلة فى توقيت عادل
وما زال السادة الرؤساء فى قبور صمتهم لا تعليق
ونأسف لما آل اليه الحال
تحياتى
أظن أعدام صدام حسين كما حدث كان مقصود لزياده اﻷحتقان واﻷقتتال الطائفى فى العراق..حكومه المالكى لاتهتم ولاأظن أن هنالك من يأخذهم مأخذ الجد..المشكله هى هذا التخبط الذى نعيشه كلنا..النظام العربى المبنى على أتفاقيات سايكس-بيكو والذى أمدت فى عمره الحرب البارده أنهار والجو مشبع بالغبار وتكاد تنعدم الرؤيه..كل "الثوابت" تداعت..وسنحتاج الى وقت-أظنه طويل- لبناء ثوابت أخرى..فكل حجه لها ماينقضها..وكل رأى له عكسه..مايؤرقنى شخصيا هو الثمن الذى يتوجب علينا دفعه..والذى -أظنه أيضا- سيكون عالى..ولكن من فال أن التاريخ رحيم..فلنتذكر الثمن الذى دفعته أوربا أو الصين أو روسيا..سنوات من الحروب وملايين القتلى.....تحياتى...خالد
ReplyDeleteمالك:
ReplyDeleteأحسنت في توصيف مكمن العلة في العلاقة بين الحاكم والمحكومين في عالمنا العربي.. نحن نرى الحاكم من منظور معينونصنفه بمنطق اللونين الأبيض والأسود.. ونغفل مسألة التعاقدية التي تجعل للحاكم دوراً وطظيفياً.. فلا هو يمنحنا الحرية ولا هو من حقه أن يقعل ذلك.. إنما هو حاكم يؤدي دوراً ارتضينا نحن أن يقوم به
أعتقد ان ما ذهب إليه الأخ أدهم صحيح في جانب ما قدمه صدام.. لكنه بحساب الأبيض الأسود يبقى رأياً يستند إلى جانب واحد من شحخصية صدام
المهم أن نفهم جميعاً أن القضية الآن ليست صدام -بما له أو عليه.. لكنها قضية مستقبل العراق وربما المنطقة في ضوء مشاهدة العرب لأول مرة على شاشات التليفزيون وعبر وسائل الإعلام المحختلفة وقائع إعدام رئيس عربي سابق
قد يقف العالم العربي طويلاً في المستقبل أمام تلك اللحظة التي تعد نقطة تحول سياسياً وإعلامياً في صياغة الرأي العام العربي وإعادة رسم ملامح العراق والمنطقة
عبده باشا:
ReplyDeleteالطغيان موجود في عالمنا العربي بأشكال ومستويات عدة
أما حديثنا عن صدام فهو لم يكن من باب التعاطف أكثر من أننا نرى أن ما جرى خطأ في التوةقيت والأاهداف والنتائج
وكما أوضح آخرون ومن بينهم الدكتور أسامة فإن المشكلة تكمن في أننا نصنع رموزاً من الطغاة ونقدم هدية ثمينة لدعاة الخطاب الانتحاري.. ونسقط في فخ الطائفية لنجد أنفسنا الآن وفي المستقبل مطالبين باعتماد هذا النهج الطائفي في الفعل ورد الفعل..وهي دوامة قد تجتاح العراق في أية لحظة نتيجة سوء التقدير والخضوع لإرادة المحتل إلى جانب النفس الطائفي الذي يقوض أساس النظام والدولة.. أي دولة
توتا:
ReplyDeleteتثيرين من بين ما تثيري نقطة العدالة الدولية.. وهي غائبة إلى حد كبير.. حتى إن أطرافاً كثيرة صمتت عن إعدام صدام وتوقيته السيء ووجهت منظمات دولية قليلة انتقادات غير كافية للمحاكمة وتنفيذ الحكم بإعدام رئيس العراق سابقاً
عدالة غائبة في ظل هيمنة أمريكية دفعت معظم الأنظمة العربية إلى ابتلاع لسانها.. مع أن الذي تأرجح على حبل المشنقة هو أحد أبناء المنطقة بل وزعيم سابق لدولة ذات وزن وثقل
إنها للأسف حسابات الخضوع لقوة أكبر.. وسلبية السكوت عن الخطر الداهم الذي يحدق بالعراق وسائر المنطقة العربية.. لو كنا نعلم
أبو فارس:
ReplyDeleteالثمن باهظ يا د. خالد
والفاتورة التي يتعين على العرب دفعها في ظل انهيار الثوابت الوطنية والقومية أكبر من العراق.. وأرى أن هناك أنظمة ودولاً أخرى على الطريق
يسعدني حضورك
الاستاذ مالك
ReplyDeleteكتب الفريق سعد الدين ابراهيم فى مذكراتة عن حرب اكتوبر ان بعد هزيمة يونيو تشكلت فى العراق لجنة لدعم صمود دول المواجهة وذلك فى العام سبعة وستين
وكان رئيس لجنة الامداد شخص اسمة صدام حسين
ربما لا يعرف احدا كيف عشق وعرف وفهم موقع و مكانة مصر من العرب مثلما فعل وعرف صدام حسين
عزيزي د ياسر
ReplyDeleteاثناء نقاشي مع احد الاصدقاءلفت نظري قول احدهم اننا بحاجه الي الدكتاتور العادل و الحقيقه لم افهم هذا التعبير
فالدكتاتور شخصيه غير سويه من الاصل فكيف نطلب منه ان يكون عادلا؟
تحياتي
من يستحق الإعدام أيضاً هم بعض رجال الدين العراقيين الذين لم يترددوا في الدفاع عن تدخل إيران في بلادهم ، ودعموا وحرضوا على أعمال القتل ، لا فرق بينهم وبين القاعدة إذن .. لكن زيا ما بيتقال إن في الحبس مظاليم ، فيه براه مجرمين!
ReplyDeleteAlex:
ReplyDeleteنظرية المستبد العادل التي يتكيء عليها البعض لتفسير موقفه من الحكم بقبضة من حديد وتغييب الممارسة الديمقراطية وتحجيم دور المؤسسات والمجالس النيابية لمصلحة الحاكم الذي يجمع الصلاحيات والسلطات وينفرد بالقرارات.. فلا أحد يحاسبه ولا أحد يراقه ولا أحد يردعه إن هو أخطأ أو أساء استخدام الصلاحيات والسلطات المطلقة التي يقبض عليها
وهنا نثير نقطتين: هل يصح لنا أن نغيب جميعاً لتظهر صورة الحاكم الفرد سواء أكان رئيساً أو ملكاً أو أميراً؟.. إن هذا يعني ببساطة انهيار المجتمع كي يتألق الفرد-الحاكم.. وهو في النهاية ليس معصوماً من الخطأ.. بل إن أخطاءه قد تكون فادحة لأنها تمس مجتمعاً بأكمله وربما تؤثر في مصير أمة بأسرها
النقطة الثانية: إن الترويج لهذه الفكرة أو النظرية ينشر ثقافة الخوف ويقضي على أي مستقبل للإبداع الفكري والثقافي والعلمي.. فنحن جميعاً خاضعون وخانعون لقوة مطلقة -قد تكون شخصية غير سوية- تحكمنا وتفرض علينا رؤية معينة وممارسات محددة.. ولا أريد أن أصف لك النتائج المتوقعة في مثل هذه الحالة
مع تحياتي وتقديري
قلم جاف:
ReplyDeleteعندما يتراجع الولاء للوطن ويتقدم الولاء للطائفة أو المذهب.. تظهر النماذج التي نشاهدها الآن.. والتي تحمل المباخر لهذا النظام أو ذاك لاعتبارات طائفية بعيدة كل البعد عن المصلحة الوطنية العليا
فعلاً.. مثلما يوجد داخل السجن مظلومون.. يوجد خارجه أناس يستحقون المحاكمة
الكاتب الكبير الدكتور ياسر
ReplyDeleteلقد استطاع صدام حسين أن يكسب الجولة الأخيرة وأن يمحو بذكاء شديد كل مساوئه وجرائمه من ذاكرة الشعوب من خلال مواقفه أثناء محاكمته الهزلية وأيضاً بشجاعته وصلابته حتى لحظة وقوفه وحبل المشنقة حول عنقه
وأردد قولتك الحكيمة لقتلته.. خراب عليكم
صديقكم المحاسب عبد الهادي
عبد الهادي:
ReplyDeleteتحية من القلب للصديق الكبير
ما نراه الآن يثبت أن صناعة الأسطورة في الخيال الشعبي تستفيد من النهايات المأساوية للأشخاص.. بغض النظر عن محاسنهم أو مساوئهم
وللأسف.. هناك من زيف التاريخ.. لتضيع الحقيقة ويتوه الناس وتختلط الأمور على الجميع
المضحك حققاً أن الطائفيين الجدد هم الذين يصنعون الآن من عدو لدود لهم بطلاً...وهكذا نشاهد عرضاً جديداً لكوميديا الأخطاء في عالمنا العربي