جرائم العاطفة في مصر النازفة (1): زواج رغم أنف الملك

مثل قطارٍ أفعواني في حديقة ملاهٍ، يشق الحب طريقه صعوداً وهبوطاً، وسط صيحات ابتهاج وأحياناً فزع الجمهور وقصص الحب عجيبة وغريبة، لكن الأغرب د...




مثل قطارٍ أفعواني في حديقة ملاهٍ، يشق الحب طريقه صعوداً وهبوطاً، وسط صيحات ابتهاج وأحياناً فزع الجمهور

وقصص الحب عجيبة وغريبة، لكن الأغرب دائماً هو نهاياتها
تبدأ رحلة الحب بالعواطف الرقيقة أو الساخنة -لا فرق- حيث تتأجج المشاعر وتتقارب النفوس، ويتناثر من أيدي العشاق ضوء يعبر منه العالم إلى الجنة، إلى أن تهب العواصف فجأة ليظهر الوجه الآخر لأحد الطرفين أو كليهما، لتنهار الأحلام الوردية وتظهر الحقيقة بكامل صورتها وتفاصيلها


وفي تلك اللحظة قد يقع خلافٌ وشجار وصراع، ينتهي بالدماء التي تسيل أو الأرواح التي تزهق، مصحوبةً بهمهماتٍ وتساؤلات وفضول لا ينتهي في أوساط الرأي العام أو وسائل الإعلام. وربما تتحول الجريمة العاطفية إلى قضيةٍ ذات أبعاد سياسية تشغل اهتمام الحكام والسفراء، ويلعب فيها الدبلوماسيون أدوراً مؤثرة

وجرائم العاطفة في تاريخ مصر لها أكثر من شكلٍ وصورة، فهي قد تكون ناجمةً عن علاقةٍ سرية تنتهي بفضيحة وأحياناً الموت على مرأى ومسمع من الناس، أو تبدأ بشجارٍ بين زوجين تتكثف فيه مختلف العوامل، وتطفو على السطح مشاعر الغضب المتراكمة، لتنتهي بمأساةٍ أو رصاصة أو دس السم في الطعام والشراب

وفي كل الأحوال، فإن الجريمة العاطفية في مصر وقعت في القصور مثلما حدثت في المنزل المتواضعة..وشهدتها عصور الفراعنة والمماليك والعثمانيين وما بعد ذلك طبعاً، وصولاً إلى اليوم. قد تكون وقائعها جرت في القاهرة أو الإسكندرية، أو حتى خارج الحدود..في ربوع أوروبا أو في إحدى الولايات الأميركية، ولكنها تظل جرائم عاطفية يجلسُ فيها أحد الطرفين على الأقل متكئاً على عذابه وينام في سرير يأسه، بعد أن كان يظن أن العاشق يهرمُ..ولا تذبل أشواقه

وحين تقع مثل تلك الجرائم التي ترتدي ثوب العاطفة، تولد مآسٍ تثير في النفس أكثر من تساؤل حول أسرارها وتفاصيلها ودوافعها

وها نحن نقدم لك نماذج قليلة لكنها مؤثرة، من تلك الجرائم العاطفية التي هزت مصر، وأثارت الرأي العام بشدة، وجعلته ينسى همومه اليومية ويجري لاهثاً وراء معرفة تفاصيل هذه الجرائم وأسرارها الغريبة

من أبرز هذه الجرائم وربما يكون أكثرها شهرةً في تاريخ مصر، تلك التي شهدها عهد الملك فاروق، وكان أبطالها الملكة نازلي، وابنتها الأميرة فتحية وزوجها رياض غالي





ففي أواخر يونيو حزيران عام 1946 قررت نازلي السفر إلى أوروبا بحجة العلاج والراحة النفسية، ولم يكن ذلك صحيحاً على الإطلاق، وغادرت الملكة نازلي مصر على ظهر باخرة، وبصحبتها الأميرتان فائقة وفتحية

كانت مارسيليا، أجمل موانيء فرنسا، هي المحطة الأولى لنازلي وابنتيها

طار خبر سفر الملكة من القاهرة إلى قنصلية مصر في مارسيليا التي قررت انتداب أمين المحفوظات رياض غالي ليساعد الملكة والأميرتين في تسهيل سفرهن إلى سويسرا. وبمجرد وصول الملكة وابنتيها إلى ميناء مارسيليا كان رياض غالي واقفاً في انتظارهن منذ الصباح. ما كادت الملكة تراه حتى سألته بالفرنسية: هل أنت مصري؟

وحسب شهادة الكاتب الصحفي مصطفى أمين، فقد انحنى رياض غالي بين يدي نازلي كرقم 8 وقال لها إنه مصري


واندهشت الملكة نازلي من إجابته وقالت: غريبة، كنت أظنك من أميركا الجنوبية. ابتسم رياض غالي وسار إلى جوار الملكة، وفجأة قال لها: لقد جئت بالشمس معك إلى فرنسا

فوجئت نازلي بكلام رياض وقالت: غريبة، ألم يكن عندكم شمس؟
قال لها رياض ببساطةٍ رائعة: لقد مضت بضعة أيام بغير أن نرى الشمس، وها هي تشرق مع إشراق جلالتك

التفتت الملكة نازلي ناحية مندوب إدارة البروتوكول الذي أوفدته وزارة الخارجية الفرنسية ليكون في استقبالها، وسألته في جديةٍ شديدة وباللغة الفرنسية: هل ما يقول صحيح، أم أنه يجامل؟
وقال مندوب وزارة الخارجية بالفرنسية: بل هو الصحيح يا صاحبة الجلالة

كلفت نازلي الشاب رياض غالي بأن يعتني بحقائبها وكان عددها 36 حقيبة ثم سافرت نازلي إلي بلدة برن ولحق بها رياض في لوري ضخم حاملاً الحقائب


وعندما وصلت نازلي إلى الفندق ـ في مدينة برن ـ كان في استقبالها موظفو المفوضية ولاحظوا مشهداً مثيراً وغريباً، فقد رأوا رياض ينزل من جانب سائق اللوري، ويقدم نفسه على أنه رياض غالي من القنصلية الملكية في مارسيليا ثم صعد مع الحقائب إلى جناح الملكة. وبعد أن انتهى من إدخال كل الحقائب إلى جناح الملكة قالت له نازلي: أتعبتك معي


وفوجئت نازلي برياض وهو ينحني ويقول لها: إن هذا شرفٌ عظيم لقد كنت أود لو أنني حملت كل هذه الحقائق على ظهري. إن اليوم هو أسعد أيام حياتي لأنني ركبت سيارة مع حقائب الملكة
فرحت نازلي بما تسمعه وسألته: ما اسمك؟
ولدهشتها سمعته يقول لها: خادمك رياض غالي
التفتت نازلي ناحية الأميرة فتحية وقالت لها بالفرنسية: كم هو مؤدب

وهنا تقدم رياض ليستأذن من الملكة في الانصراف قائلاً: كنت أود أن أبقى طوال حياتي خادماً لك هنا، ولكنني مضطر لأن أعود إلي وظيفتي في مارسيليا

وببساطةٍ شديدة قالت له نازلي: ابق هنا يوماً أو يومين


اعتذر رياض لها بأن الأوامر تقضي بأن يعود، وفوجئ بالملكة تحسم الأمر بقولها: أنا أصدرت الأوامر بأن تبقى

وبالفعل بقي رياض


ويقول مصطفى أمين: إن وزارة الخارجية كانت قد حددت لرياض خمسة جنيهات كبدل سفر ما دام في خدمة الملكة، لكنه أخفى ذلك عنها، وقال إنه قرر البقاء ليكون في شرف خدمتها

حرص رياض على استخدام أبرز مواهبه وهي شدة التأنق، ورشاقة الرقص، وبراعة البروتوكول، والخنوع حتى التمكن


أعجبت نازلي بلياقة الشاب ونشاطه فطلبت السماح له بمرافقتهن إلى سويسرا. وبدأ الشاب في التقرب إلى قلب وثقة الملكة الكبيرة، والتغزل بشبابها الضائع ورفع روحها المعنوية بعد أن فقدت زوجها الثاني أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي


وبعد طرده من وزارة الخارجية، أصرت نازلي على إلحاق رياض في حاشيتها كسكرتير خاص لها براتبٍ شهري قدره مئة جنيه.. وأرسلت خطاباً شديد اللهجة إلى فاروق تتهمه فيه بالظلم والاستبداد، وتقول له: إن رياض غالي لن يموت من الجوع وإنها ستدفع له أضعاف مرتبه

ومن سويسرا انتقلت نازلي إلى الولايات المتحدة حيث أجريت لها عمليات جراحية، في الوقت الذي كان الملك فاروق يرسل إليها بين الحين والآخر طالباً إليها أن تعود إلى مصر فكانت تعتذر، ثم راحت تصرح برفض العودة نهائياً مما جعل الملك يكلف سفير مصر في واشنطن بمحاولة إقناعها بالعودة، فأصرت على الرفض

اختارت نازلي أن تسكن في لوس أنجليس وعلى مقربةٍ من هوليوود عاصمة السينما، وتعرفت على كثيرين من نجومها، وأصبحوا زواراً لبيتها يحضرون حفلاتها إذا وجهت لأحدٍ منهم أو منهن دعوة، لأن الكل يريد أن يكون في "أجواء صاحبة الجلالة"

واختارت الملكة لإقامتها في البداية بيتاً في شارع قريب من هوليوود اسمه تاور رود، وقد زارها الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل في هذا البيت، الذي يقول: "حين عبرت الحديقة ماراً بحافة حمام السباحة مع رياض غالي كان رجاؤه وقد وصلنا إلى باب البيت أن أنتظر في الصالون قليلاً، لأن "جلالتها تؤدي صلاة الظهر حاضراً"

كان الملك فاروق يعرف أن والدته صادقت رجل بترول أميركي اسمه ريتشارد باولي، وأن باولي أقنعها أن تبيع مجوهراتها وتستثمر أموالها في حقل بترول كبير في منطقة جيتسبرغ. وبالفعل باعت الملكة مجوهرات بما قيمته ثلاثة ملايين دولار (وبقيمة النقود وقتها فإن ذلك كان مبلغاً هائلاً) ثم إن باولي دفع للملكة مبالغ مما قال لها أنه أرباح الحقل، ثم "نفد الحقل" قبل الأوان، وكذلك زادت طلبات نازلي من مصر وراحت تتهم "الخاصة الملكية" بأنها تسرق إيراد أرضها وتستولي على دخلها من غير الأرض، ولا تبعث لها بشيء مما يتوافر لها من إيرادها، ثم راحت تتهم ابنها مباشرة بأنه يحاول "أكل حقها"، وهددته برفع قضايا مطالبة بمستحقاتها

وزاد الطين بلة أن اثنتين من بنات نازلي كانتا معها في الولايات المتحدة، وهما الأميرتان فائقة وفتحية، وقد وقعت كل منهما في غرامٍ لم يكن فاروق راضياً عنه : الأميرة فائقة مع دبلوماسي مصري هو فؤاد صادق وقد تقدم بالفعل يطلب يدها من الملكة نازلي، والأميرة فتحية مع رياض غالي الذي تقدم لخطبتها هو الآخر من الملكة نازلي

وكان الملك فاروق قد تلقى تقارير من بعض أصدقائه في الولايات المتحدة أن رياض غالي كان على علاقة مع الملكة نازلي نفسها، وأن تلك العلاقة هي التي مهدت له الاختلاط ب "فتحية"

ووصلت سيطرة رياض غالي على الملكة نازلي إلى حد أنها قالت إنها إذا أرادت أن تختار بين صداقتها لرياض غالي وأمومتها لفاروق فإنها تختار صداقة رياض غالي، لأن فاروق أثبت في كل مناسبة أنه ولدٌ عاق، أما رياض فقد أثبت أنه ولدٌ مخلص


ولم يكن رياض غالي يحلم بنازلي ولكن كان يحلم بفتحية، ولكنه كان يعلم أنه لن ينال قلب فتحية إلا برضاء نازلي، بكل ما تعنيه الكلمة، وبكل ما توحي به. وقد كانت فتحية ابنة السادسة عشرة من العمر ترى فيه فارساً من فرسان القصص والروايات الغرامية

وقيل إن هذا الفارس عثر لفتحية على مشبكٍ من الألماس كان قد سقط منها في أحد المسارح، وبهذا المشبك شبك قلبها.. إلا أنني عثرت في مجلة "تايم" الأميركية (بتاريخ 2 يوليو تموز عام 1947) على خبر مفاده أن الملكة نازلي كانت في زيارة إلى مانهاتن مع ابنتيها فتحية وفائقة حين قررن حضور أحد عروض برودواي، وأن فتحية فقدت مشبك صدر يضم 36 ألماسة و 25 قطعة سفير. وأضافت "تايم" أن فتحية استعادت المشبك الثمين في اليوم التالي، ومنحت المرأة التي عثرت عليه مكافأة قدرها 100 دولار



وزاد إعجاب فتحية بالشاب رياض عندما وجدته يشتري مسدساً سريع الطلقات؛ ليحميها ويحمي الملكة الأم، ولم يخطر على بالها أن هذا المسدس هو الذي ستُقتَلُ به، وأن الخطر الحقيقي سيكون أقرب إليها مما تتصور

بدأ رياض غالي يسهر مع فتحية بموافقة الملكة نازلي..وسرعان ما نقل السفير المصري في الولايات المتحدة إلى الملك فاروق أنه رأى الأميرة فتحية وهي في مشهدٍ غرامي مع رياض غالي في ملهى ليلي. استشاط فاروق غضباً فقال للسفير: "يا نهار أسود.. إذا لم تعد غالي هذا فسوف أقتلك"


غير أن محاولات السفير مع غالي باءت بالفشل، فطلب فاروق من رئيس الوزراء مصطفى النحاس الاتصال هاتفياً بالملكة نازلي في الولايات المتحدة لمنعها من تزويج فتحية من غالي، ولكن الملكة العنيدة قالت للنحاس: "أظن أن موضوع زواج ابنتي ليس من اختصاص رئيس الوزراء. قل للملك فاروق إننا لن نعود والبنت حأجوزها لرياض لأنه بيحبها وبتحبه"..ثم أغلقت السماعة في وجه رئيس الوزراء

طار عقل فاروق وأرسل إلى أمه يحذرها من إتمام مشروعها الخاص بزواج شقيقتيه وطلب سرعة عودتها، لكنها أصرت على موقفها. كما فشلت محاولة فاروق خطف فتحية من الولايات المتحدة، فوجه طلباً رسمياً إلى الولايات المتحدة لطرد أمه وشقيقته، غير أن نازلي هددت بنشر هذه الفضائح على صفحات الصحف الأميركية. ورفضت نازلي كل المساعي الرامية إلى منع إتمام هذا الزواج، مثلما رفضت مساعي حسن يوسف باشا رئيس الديوان الملكي بالإنابة، وردت طلب شقيقها الذي سعى إليها في الولايات المتحدة لإقناعها برفض هذا الزواج وعاد من هناك يجر أذيال الخيبة

وأغلب الظن أن إجلاء نازلي عن الولايات المتحدة كان أصعب من إجلاء الإنجليز عن مصر

وفي لحظة تفككٍ وتشرذم، تحولت العائلة الملكية إلى كتيبة إعدامٍ شديدة القسوة

فقد انهالت الطعنات على النظام الملكي من الداخل، ولم يكن المغامر رياض غالي سوى ريحٍ هبت على العائلة الملكية فإذا بها تقتلع معها جذور الروابط العائلية الممزقة بين القاهرة..وهوليوود

ولم يجد فاروق أمامه سوى إعلان الحرب.. على الملكة الأم

ردود

تعليق المدونة: 20
  1. مسكين فاروق . الصفعة عندما تكون من أقرب الأقربين تؤلم أكثر بكثير . شكرا للموضوع الشيق

    ReplyDelete
  2. دكتور اسمحلي الموضوع ليس فقط جرائم العاطفه.. أنما نهايات المتسلقين والمستغلين والمخدوعين وكثير من حالات الضعف الأنساني
    الحقيقه أنني ومثلي كثيرين نستمتع بموضوعاتك الزاخرة
    ...
    تحياتى

    ReplyDelete
  3. MMM!

    الطعنات كانت أكثر من أن تحصى..وربما يجوز القول إن الملكة نازلي كانت وراء انهيار فاروق بأفعالها وتصرفاتها وطيشها.. كانت جامحة بكل المقاييس، وكان ابنها أضعف من أن يسيطر عليها

    والقصة التي نحكيها ضمن هذه السلسلة هي مثال على ذلك

    أشكرك على كلماتك الرقيقة

    ReplyDelete
  4. Basma

    أشكرك يا بسمة، وأتمنى أن أتمكن قريباً من استكمال هذه السلسلة، وهي بالطبع تضم قصصاً كثيرة لم ينل بعضها أي اهتمام أو توثيق، فضاعت وسط الأحداث المتتابعة من تاريخنا

    ReplyDelete
  5. قصة رياض غالى مثير من كل ناحية خاصة الجزء الطائفى
    لو تخيلنا ان القصة دى حدثت الان كان من الممكن حدوث فتنة طائفية
    عالفكرة فاروق كان طيب لو رجل تانى كان ممكن يبقى له تصرف ثانى اعنف

    ReplyDelete
  6. زمان الوصل:

    أهلاً بك بعد طول غياب
    :)

    حاضر يا صديقتي.. الجزء التالي من السلسلة قريباً جداً، وهو مرتبط بالطبع بالقصة التي نحكيها. بعدها ستكون لنا وقفة مع حكايات أخرى من جرائم العاطفة في تاريخ المحروسة

    ReplyDelete
  7. Zeinobia


    نعم هي قصة مثيرة وتفاصيلها مذهلة..وكنت مثلك أفكر كيف ستكون الحال لو أن تلك الأحداث وقعت اليوم!

    ReplyDelete
  8. فعلا أتفق معك أن نازلى هى العامل الأهم فى تشويه صورة فاروق و إنهياره و من ثم إنهيار نظامه. فلو فرضنا أن المقولات و الإشاعات عن علاقاته المتعددة كاذبة ،وهو ما أكدته مصادر عديدة، أو على الأقل كانت مبالغة . فإن من يتابع أخبار العائلة المالكة فى مصر أواخر الأربعينيات ويرى هذا الإنحلال من أهم سيدات العائلة - هناك أيضا الأميرة فاطمة طوسون وهروبها ثم زواجها من برازيلى - سيفترض بالتبعية موافقة الملك عليها و بالتالى تأكيد أكثر لإشاعات إنحلاله الخلقى . أضف إلى ذلك إهتزاز و تدمير صورة الأم كما يفرضها مجتمع مصر فى الثلاثينيات و الأربعينيات فى مخيلة فتى فى السادسة عشرة و حتى أصبح شابا فى العشرينات من عمره وما يخلفه من عند و تمرد و إضصطراب داخلى يؤثر قطعا على تصرفاته . فما بالك لو أن هذا الشاب أيضا كان مليكا على دولة محتلة فى زمن حرب عالمية !! هناك كتاب لمحمد التابعى- لا أذكر إسمه الأن - عن أسمهان ويتحدث بإسهاب فى مقاطع منه عن حسنين باشا و نازلى و تأثر فاروق بما يحدث فى بدايات حكمه .

    تحياتى

    ReplyDelete
  9. @mmmm!
    الام هى اهم عامل فى انهيار فاروق خاصة ان فاروق كان متعلق جدا بامه من هو صغير و رايته لها و هى بتعانى من فؤاد جعلته يسكت فى بعض الاحيان
    عالفكرة بداية انهيار فاروق الفعلية كانت مع وقاة او مقتل حسنين باشا

    ReplyDelete
  10. MMM!
    Zeinopia

    الأم.. مفتاح مهم من مفاتيح فهم شخصية الملك فاروق

    وهذه الأم تحديداً كانت محنة على ابنها وسبباً قوياً من أسباب شقائه

    لقد أصبحت نازلي هدفاً للطعن والسخرية والسب العلني، بل هدفاً مغرياً للنكتة المصرية التي تشبه الكرباج، حيث كان المصريون يتندرون قائلين إن نازلي سألت أحمد حسنين:

    أفرط لك رمان
    فقال:
    فرطي لي.. في عرضك

    ويتحدث إبراهيم عبده عن الهتافات ضد الملك وأسرته والتي تضمنت سباً لأمه وأخته وأسلافه الأولين، وتحدثت عن الطهارة والدعارة بعباراتٍ يعف القلم عن ذكرها

    ويتحدث عصام سليمان عن رائحة القصر التي كانت تفوح بين الناس وتزكم الأنوف، وكان فاروق يبكي أحياناً لشعوره بالعجز عن كبح جماح أمه

    صبري أبو المجد يتحدث عن هتاف الطلبة في المظاهرات:

    ملك البلاد يا زين، يا فاروق يا نور العين
    أمك تزوجت اثنين، علي ماهر وأحمد حسنين

    جمال سليم يتحدث أنه في إحدى الليالي، وكانت الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل سار عدد من الطلبة وشباب العمال بميدان عابدين وقد أغراهم جمال الجو ونسمة الصيف التي كانت على الأبواب أن يشتموا الملك بطريقتهم الخاصة، فبدأوا يترنمون بالأغنية التي كانت مشهورة وقتذاك وهي:

    يا فاروق يا نور العين
    أمك مرافقها اثنين
    علي ماهر وأحمد حسنين

    والتقط البوليس الخاص للملك كلمات الأغنية ورفعها إلى الأميرالاي أحمد كامل رئيس البوليس الخاص للملك، وعلى الفور اتصل باللواء إبراهيم إمام رئيس القلم السياسى وطلب أن يعرف مصدر الأغنية.. ومؤلفها.. و... و.. إلخ

    خالد محمد خالد يتحدث كيف سار شباب الجامعات والمدارس في أضخم مظاهرة يهتفون بسقوط الملك فاروق مستخدمين أقسى عبارات الإهانة للذات الملكية، مثل "يسقط ابن الزانية" و"الذي لا يحكم أمه لا يحكم أمة" و"من بيت العهر على بيت الطهر، يا فريدة"

    حتى بيرم التونسي تندر في أشعاره على نازلي وإنجابها لفاروق قبل الأوان، فقال بالغمز واللمز:

    "العطفة من قبل النظام مفتوحة والوزة من قبل الفرح مدبوحة"

    ReplyDelete
  11. Hello
    a small mark at the time of my passage on your very beautiful blog!
    congratulations!
    thanks for making us share your moments
    you have a translation of my English space!
    cordially from France
    ¸..· ´¨¨)) -:¦:-
    ¸.·´ .·´¨¨))
    ((¸¸.·´ ..·´ -:¦:-
    -:¦:- ((¸¸.·´* ~ Chris ~ -:¦:-
    http://SweetMelody.bloguez.com
    http://www.bloguez.com/shaina/

    ReplyDelete
  12. coupdecoeur


    أشكرك على هذا التقدير والاهتمام بالمدونة

    أتمنى أن تداومي على زيارة ومتابعة هذه المدونة المتواضعة

    وأهلاً بك صديقة للمدونة

    ReplyDelete
  13. دكتور ياسر جميلة اوى سلسلة الحكايات ديه وحلوة اوى موضوع افرطلك رومان اول مرة احس ان فى نوع من التهريج فى مدونتك بحس انها جد اوى حتى التعليقات بحس انى داخلة مدرسة لما بدخل مدونتك واول مرة اعرف انك عندك روح الفكاهة الجميل ده البوست جامد اخر حاجة

    ReplyDelete
  14. دكتور ياسر جميلة اوى سلسلة الحكايات ديه وحلوة اوى موضوع افرطلك رومان اول مرة احس ان فى نوع من التهريج فى مدونتك بحس انها جد اوى حتى التعليقات بحس انى داخلة مدرسة لما بدخل مدونتك واول مرة اعرف انك عندك روح الفكاهة الجميل ده البوست جامد اخر حاجة

    ReplyDelete
  15. الريم

    سلمت دائماً يا عزيزتي

    لا يوجد إنسان جاد طوال الوقت

    المهم أن يختار الأشخاص والتوقيت المناسبين كي يتقاسم مع أحبته وأصدقائه طعم المرح وروح الفكاهة

    ReplyDelete
  16. موضوع ممتع و شيق و رائع... رغم انى اعرف القصة الا انى احس كانى اقرأها اول مرة...

    يا ريت بس تزود الصور قد ما تقدر

    ReplyDelete
  17. آخر أيام الخريف:


    أشكرك على إعجابك واهتمامك

    الصور المرتبطة بمثل تلك الموضوعات تظل قليلة بل ونادرة.. لكن، بناء على طلبك سأحاول نشر المزيد منها قدر الإمكان

    ReplyDelete
  18. الامر من كل هذا ان رياض غالي هذا كان مسيحيا واسمه "رياض بيشاري مينا غالي "
    وتستطيع ان تري ذلك بنفسك من خلال هذة الصفحة من الموسوعة الحرة

    ReplyDelete
  19. Emad


    نعم، أوردت هذه المعلومة في سياق الحديث عن تفاصيل هذاالموضوع،وستجدها في التدوينات التالية

    أهلاً بك قارئاً ومشاركاً في التعليق

    ReplyDelete

Name

إعلام,20,الحكواتي,234,المحروسة,299,بشر,139,رياضة,105,سينما,11,مؤلفات ياسر ثابت,90,مروج الذهب,164,مساخر,51,وطني الأكبر,27,
ltr
item
قبل الطوفان: جرائم العاطفة في مصر النازفة (1): زواج رغم أنف الملك
جرائم العاطفة في مصر النازفة (1): زواج رغم أنف الملك
https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjuyy8NRllg3_5sY9CFrFTqsXBWm1EuiQqvUwuvwOO-O4SqYusl5hdfEsBS35SiLbfBQSp-SCeOO_6htqdLIGrWln3LTHgTUyJcfCzvXedEfNDxoc3nGWfIouCdk6wgBzWoGnDrqwDncWmx/s400/Riyad+Fathia.jpg
https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjuyy8NRllg3_5sY9CFrFTqsXBWm1EuiQqvUwuvwOO-O4SqYusl5hdfEsBS35SiLbfBQSp-SCeOO_6htqdLIGrWln3LTHgTUyJcfCzvXedEfNDxoc3nGWfIouCdk6wgBzWoGnDrqwDncWmx/s72-c/Riyad+Fathia.jpg
قبل الطوفان
https://yasser-best.blogspot.com/2007/11/1.html
https://yasser-best.blogspot.com/
https://yasser-best.blogspot.com/
https://yasser-best.blogspot.com/2007/11/1.html
true
5099734155506698511
UTF-8
تحميل كل الموضوعات ليس هناك أي موضوع مشاهدة الكل تابع القراءة تعليق مسح التعليق حذف الناشر الرئيسية الصفحات الموضوعات مشاهدة الكل اقرأ أيضا قسم أرشيف ابحث كل الموضوعات لم يتم إيجاد موضوع يطابق بحثك عودة إلى الرئيسية الأحد الاثنين الثلاثاء الأربعاء الخميس الجمعة السبت الأحد الإثنين الثلاثاء الأربعاء الخميس الجمعة السبت جانفي فيفري مارس أفريل ماي جوان جويلية أوت سبتمبر أكتوبر نوفمبر ديسمبر جانفي فيفري مارس أفريل ماي جوان جويلية أوت سبتمبر أكتوبر نوفمبر ديسمبر اللحظة قبل دقيقة $$1$$ قبل دقيقة قبل ساعة $$1$$ قبل ساعة أمس $$1$$ قبل يوم $$1$$ قبل أسبوع قبل أكثر من 5 أسابيع متابعون تابع محتوى مشروط اضغط لفك التشفير انسخ الكود ظلّل الكود تم نسخ الكود في الكيوبرد لم يتم نسخ الكود/ النص, اضغط [CTRL]+[C] (or CMD+C with Mac) للنسخ