الرِّيحُ تجلد البيوتَ المسكونة بالحسرة أبناء البكاء صامتون، يخيطون أفواههم ويشيحون بوجوههم عن فريضة الكلام يكفنون أ...
الرِّيحُ تجلد البيوتَ المسكونة بالحسرة
أبناء البكاء صامتون، يخيطون أفواههم ويشيحون بوجوههم عن فريضة الكلام
يكفنون أحزانهم بالخضوع
شاخوا صغارًا، في حين يتصاغر شيوخ المرحلة
أرتدي
معطف الرِّيح، أنا العَصيّة على التيه، المثخنة بالواقع، لكنني أتعثر على سلم
الذكريات، فلا ألمس السماء التي أريد
أسقط فلا يسمع
ندائي البحر
أيتها العتمة،
يا للمسافات بيني وبين الضوء!
أتأقلم مع فكرة
المتاهة والألم
أتأبط الفقد
كجواز سفر، وأعتني بالغياب
لكن الذين يقتلونني ببطء، بارودهم لا يبرد في جسدي
أتحسس وجهي. تغيَّر
كثيرًا منذ أن كان حاضرًا في ميدان الأمل
كانت لي ضفيرة
من دخان، سرقها عويل الذئب في ليل المدينة، وباركه أولئك الذين يحاكمون طواحين
الهواء
سيتذكرونني جيدًا،
ويقولون: رحلت زينب مهدي، ابنة الشمس والشوارع التي ضاقت بأهلها
حيلتي الأخيرة
أنني لم أرحل..
فقط انضممتُ إلى
هامش وطن مُكْتَظٍّ بالجثث!
ردود